حلت الاختصاصية النفسية فاطمة علي السعيد، يوم الأربعاء 20 يناير 2021م، ضيفة على مسرح القرية الشعبية بكورنيش المشاري في لقاء خاص تحت عنوان “التوافق النفسي”، بالتعاون مع مركز الخطوة الأولى الذكية ومجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف، ضمن فعاليات القرية الشعبية.
وأوضحت “السعيد” أن التوافق النفسي اتزان داخلي يحدث للأفراد، بحيث يكونوا راضين عن أنفسهم متقبلين لها، مع التحرر بشكل نسبي من التوتر والصراع الذي يرتبط بالأحاسيس السلبية عن الذات، ومن الممكن لحالة الاتزان الداخلي أن يصاحبها التعامل الإيجابي مع الواقع والبيئة، لافتةً إلى أن المرونة تكون بتقبل الفرد أي تغير في حياته.
وبينت أن التوافق الشخصي يُشعر الفرد بالراحة والسعادة والرضا عن نفسه، ويتم هذا من خلال إشباع الحاجات الأساسية، أي الفطرية والمكتسبة والثانوية، بينما التوافق الاجتماعي لا يمكن قياسه بكم العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، إنما بنسبة نجاح الشخص في اختيار المجموعة المناسبة له، أي التي تناسب الميول والاتجاهات والقدرات والقيم الخاصة به، بحيث لا يكون مسايرا بشكل دائم أو متسلطًا أو مستبدًا برأيه ضمن الجماعة التي ينتمي إليها.
وأكدت “السعيد” أن التوافق النفسي يُشعر الفرد بالرضا ويجعله يُنجز ويحقق أهدافه ويُثبت ذاته، وله نمطان إيجابي وسلبي، حيث إن المجتمع هو الذي يُحدد نمط التوافق، والهدف من ذلك هو خفض التوترات والضغوط النفسية، لافتةً إلى أن التكيف مع التوافق يوصل إلى الصحة النفسية.
وتناولت العوامل التي تؤثر في الشخصية ومطالب وحاجات كل مرحلة عمرية حسب هرم ماسلو، منوهة إلى أن للفرد دوافع نفسية للإنجاز، واجتماعية بأن يجعل لنفسه مكانة اجتماعية، وكذلك دوافع مكتسبة لتحمل المسؤولية، مشيرةً إلى أن السلوك الواحد قد يكون له أكثر من دافع، ولكن ليس كل دافع له سلوك، مؤكدة أن ثقافة المجتمع تُساعد في تهذيب الدوافع.
وتطرقت إلى أهم العوائق التي تقف أمام الإنسان لتحقيق التوافق النفسي ومنها؛ الصراع والإحباط والقلق، منوهةً إلى أن القلق مطلوب بنسب مُعينة إذا ازداد يؤدي إلى الاكتئاب والإعاقة عن الحياة.
وتحدثت عن الأساليب المباشرة وغير المباشرة لتخطي هذه العوائق قائلةً: “إن إيجاد هدف آخر ومضاعفة الجهود وتغيير الأسلوب والطريقة يجعل الإنسان يتجاوز ما يمر به من صراع وقلق وإحباط ويجعله أكثر توافقًا مع نفسه ويُصبح راضيًا عن نفسه ومن حوله”.
واستعرضت آليات الدفاع عن النفس اللاشعورية والوسائل التي تلجأ إليها النفس بشكل لا واعٍ لمنع التوتر الناتج من الصراعات النفسية الداخلية ومنها؛ النكوص، والتقمص، والتبرير، والإسقاط، والإنكار.