الله – يطوّل عمرك

أُجريت دراساتٌ اجتماعية مستفيضة في الغرب تقارن بين جودة حياة المؤمنين والملحدين، فوجدوا من يؤمنون بوجود الله ويحضرون المراسم الدينية أعمارهم أطول من غيرهم بمعدل يتراوح بين الست والتسعَ سنوات وأكثر صحةً وسعادة. وربما لو أجريت نظير هذه الدراسات الاجتماعية في الشرق لكانت النتائج متشابهة.

قلِّبها وقولبهَا كيفما شئت، سوف ترى أن الأرواحَ إذا وجدت لها مراسي تحط سفنها على سواحلها، تكون الجناح الذي ينهض بالجسد من خيبته ومرضه وعثراته. وليس من مهجعٍ أكثر اطمئنانًا من اليقين بأن هناك قوة عظمى تهتم بنا وترعانا.

ننام الليل وقد شحنت الدنيا أنفسنا بما لا نطيق، وفي الفجر نستيقظ لندرك أن اللهَ له السيطرة المطلقة على الأمور ولا يستطيع أحدٌ أن يتدخل في ما يريد أو في ما لا يريد، ، فلا يوجد شيء ولا يحدث شيء إلا بإرادته، وهذا ما يُشعر المؤمنين بالطمأنينةِ والراحة. فما ظنك بمن لا يملك هذا الشعور؟ لابد أن يقلق وتهتز نفسه ويضيع!

فعلًا الكافر يبعث على الشفقة فمع أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فهاهم المؤمنون يتنعمون بدنيا أطول وأكبر سعادة وآخرة أفضل. المؤمن في الدنيا كأنه في سجن إذا نظر إلى حاله في الآخرة وما أعد الله له من النعيم، وإن كان بأحسن الأحوال بالنظر إلى أهلِ الدنيا، والكافر بعكس ذلك لأن نعيمه منحصرٌ في الدنيا، فالدنيا جنته، وإن كان بأسوأ الأحوال.

المؤمن أكثر استعدادًا وأقوى مناعة لتحمل النوائب والمصائب وأنواع البلاء لأن الإيمان يعمل على حقنهِ بالصبرِ والشكر، والرضا بالقضاء. أما الكافر فمناعتُه الروحية، ومن ثَمَّ الجسدية، عند المِحَن معدومة. ولهذا يبدو أن الكفر لا يستحق أن يُشترى؛ خسارة في الدنيا والآخرة.

كل هذه الآثار، وتستغرب حين تسمع اليومَ عن شبَّانٍ أَغْرار جُلّ معرفتهم من القراءة العادية مما يكتبه العامة، ثم بعد ذلك: كفرنا بكلِّ إله، ولا إلهَ يوجد! تعرفتُ إلى بعض من يشككون، أو ينفون وجود خالق من أبناءِ المسلمين ومن غيرهم، وأظن أنهم لو درسوا فوائدَ الإيمان الدنيوية – والتي أثبتها العلمُ وأيّدتها التجارب – قبل الأخروية مثل الصحة والسعادة وطول العمر والطمأنينة والسلم الاجتماعي، لأعَادوا النظر في تشكيكهم وكفرهم بالخالق.



error: المحتوي محمي