أرجع المدرب الدولي والمحلل الاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف السبب في قلة المبيعات عند بعض التجار إلى توظيف العامل الوافد عوضًا عن أبناء بلده، موضحًا أن تلك المبيعات تزداد بازدياد توظيفهم، فالدخل المادي سيعود لبلده وليس لخارجها، وذلك بخلاف توظيف الوافد الذي يرسل ما يجنيه من أموال لدولته في الخارج، مشيرًا إلى أن التاجر عندما يدعم المواطن يرتقي بمجتمعه ويسمو به.
ودعا آل سيف التجار إلى البحث عن الكفاءات الوطنية قبل أن يأخذ التأشيرة ويُحضِر الوافد الأجنبي أو العربي لأن هذه مسؤولية اجتماعية تدل على ثقة التاجر بابن بلده، مؤكدًا أنه سيجدهم وسيكونون أوفياء للشركة بشكل تام.
وأكد خلال حديثه الذي حمل عنوان “3 همسات وطنية”، وقدمه يوم الاثنين 18 يناير 2021، على حسابه في منصة الإنستغرام، أن الوطن لديه شباب مُبدعون يجب تشجيعهم على الالتحاق بالدورات حتى لا يأخذ الوافد مكانهم، وعليهم أن يمتلكوا المهارة والكفاءة والخبرة في تدريب أنفسهم ليكونوا الأجدر والأحق بالوظيفة.
ووجه رسالة إلى المجتمع بدعم تجار البلد بالشراء منهم بحيث يبدأ كل فرد بمنطقته أو مدينته، ويحاول عدم الذهاب بعيدًا حتى لا يُغلق التاجر محله وتُصبح المدن التي نقطنها فقيرة، شرط أن يقوم ذلك التاجر بتوظيف أبناء البلد، ومحاولة التقليل من الشراء من العمالة الوافدة، لأنهم بذلك يُساعدون الدولة على إكمال مشروعها في توطين الأعمال والقطاعات، مؤكدًا أن الوعي المالي والاقتصادي مطلب مهم.
وأشاد بالجهود التي تقوم بها الدولة في توطين بعض القطاعات بإحلال المواطن السعودي مكان الوافد الأجنبي، لافتًا إلى أن هذا حق من حقوق المواطن في داخل بلده ومدينته ووطنه وعلى المواطن التعاون مع سياسة الدولة في ذلك كي تنجح.
ونصح أفراد المجتمع بعدم النظر إلى أرباح التاجر ومطالبته بزيادة الراتب كلما ازدادت المبيعات، بل يجب عليهم تقبل ذلك بإيجابية لأن هذا الربح سيبقيهم في وظائفهم وإذا خسر التاجر سيفقدون تلك الوظائف، داعيًا إلى اللحمة الوطنية حتى يكون المجتمع أكثر وعيًا اقتصاديًا واجتماعيًا.
وفي نهاية حديثه أشار إلى أن هذه الهمسات لا تخص وطنًا واحدًا أو مدينة واحدة أو قرية واحدة أو مجتمعًا واحدًا، إنما تشمل الاقتصاد العام للجميع، وبالتالي يحتاج كل فرد من أفراد المجتمع أن يعرف دوره كي يتحرك ويقوم بدوره بالسياسة العامة للاقتصاد المحلي.