الثقافة.. طريقنا لحياتنا الطبيعية

حينما تدب المناشط الثقافية في مدينة ما، فإن الحراك يبدأ في الانطلاق نحو حالة من الفرح والعودة للحياة، ولعلنا عشنا الفترة الماضية حالة من الركود والبيات من خلال المناشط الإلكترونية، فأصبحنا نتعايش مع كل اللقاءات والندوات عبر الشبكة العنكبوتية.

بعد انطلاقة مرحلة التطعيم ضد الوباء العالمي «كوفيد 19» أصبحت حركة السفر الداخلية في السعودية أكثر من السابق، وكذلك المناشط الثقافية التي أطلقتها وزارة الثقافة ضمن برنامج الإقامة الإبداعية التي أقيمت خلال الأيام الماضية في جدة، وعودة المعارض التشكيلية والندوات.

ثقافتنا اليوم أصبحت ما بين تباعد وتقارب، وما هذا إلا لصحة المقيمين والمواطنين في السعودية، خصوصا في إدارة أزمة الوباء التي نجحت فيها الدولة بامتياز من خلال التكاتف الشعبي والوعي الجماهيري الذي شعر بكثير من الامتعاض فترة الوباء، ولكن اليوم بعدما شاهدنا وضع دول العالم، وحالة الانهيارات المستمرة في الكثير من الدول القريبة منها والبعيدة، شعرنا أن ما قام به وزير الصحة والفريق التابع لهذه الأزمة كان خير علاج للخروج من الحالة التي وصلت لها دول العالم اليوم.

عودة السياحة والمناشط الثقافية اليوم أصبحت أكثر من بقية الدول، ولكنها عادت بحذر، لذا علينا دعمها من خلال الالتزام بالقوانين الصارمة التي اشتُرطت في عودتها، إذ إن الأهم هو الاستمرار في الابتعاد عن حالة القلق والدخول في حالة الإنتاج المصحوبة بالوعي المؤسس على بنية إعلامية تم ضخها خلال السنة الماضية، ما بين فكرة التباعد ولبس الكمام وعدم العودة للطريقة القديمة للارتماء في أحضان بعض بمجرد اللقاء.

الموعد مع التنقل الخارجي أصبح قريبا جدا وحضور الفعاليات والتجمعات الخارجية أصبح على الأبواب، وستصحبه حالة السفر التي لا تتجاوز الـ48 ساعة إلى دول الجوار، لذا علينا عدم نسيان ما مررنا به خلال عام 2020م وكيف استطعنا تجاوز الأزمة، كي لا نخسر مزيدا من الأرواح ونعود مرة أخرى من خلال «متحور جديد» يعيد إغلاق أوضاعنا الاقتصادية والثقافية ويغلق علينا الأبواب مرة أخرى.


المصدر: آراء سعودية



error: المحتوي محمي