في «لقاء الهمم».. السادة وآل سيف وآل إسماعيل: هذه قصصنا مع الإعاقة.. وهكذا تحديناها

سرد ثلاثة من ذوي الهمم قصص نجاحاتهم لإعاقاتهم، محاولين أن يكونوا شيئًا بارزًا في المجتمع، وذلك خلال البرنامج الذي نظمه مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف تحت عنوان “لقاء الهمم”، والذي قدمته التوستماسترز حليمة بن درويش، يوم الأربعاء 13 يناير 2021م، عبر منصة “زووم”، وبحضور مترجمة لغة الإشارة رحمة آل ربيع.

بدأت علوية جعفر السادة المنحدرة من مدينة صفوى بالحديث عن إعاقتها قائلةً: “لقد ولدت وأنا أعاني من إعاقة سمعية شديدة ولم تُكتشف إلا بعمر سنة وثلاثة أشهر، كان عمري صغيراً وقتها وعندما علم والداي بذلك بالبداية كان هذا التشخيص صدمة لهما، ولكنهما لم يتوانا عن دعمي والوقوف بجانبي وتشجيعي على التعلم والصبر ومواجهة التحديات، ولم يقصرا في مساعدتي باقتناء أفضل السماعات الطبية”.

وأكملت: “انطلقت بفضل والدي ودعمهما المتواصل لي أن أنخرط مع أفراد المجتمع وأثبت قدراتي لهم مهما كان ذلك صعباً”، مشيرةً إلى الصعوبة التي واجهتها عند إجراء عملية زراعة القوقعة”.

وذكرت أن أهم إنجازاتها هي أنها قامت بتأليف قصة بعنوان “صديقة وي وي الصغيرة جداً جداً”، التي تحكي بين طياتها معاناة استعمال السماعة لمن يُعانون من ضعف السمع حتى يتمكن الأطفال من التعرف على معلومات عن السماعة الطبية وكيفية استخدامها وطريقة لبسها، لافتةً إلى أن القصة كُتبت باللغة العربية وتُرجمت للغة الإنجليزية لتُخاطب أكبر عدد من أطفال العالم، وكذلك تُرجمت للغة الإشارة، مشيرةً إلى أن لديها العديد من المشاركات في الفعاليات المحلية والدولية.

وأضافت أن هناك فرقاً شاسعاً بين لغة الإشارة العربية والإنجليزية فلكل منهما نظام خاص ومختلف وهذا ما تعلمته، متمنيةً أن تُتقن لغة الإشارة باللغة الإنجليزية بجدارة.

ودعت المجتمع أن يتقبل الإعاقة ولا يجعل بينه وبين ذوي الإعاقة حاجزاً، وأن يتقبل المصاب بالإعاقة وضعه بروح التفاؤل، معقبةً بأنها إنسانة عادية لكنها مُتميزةً عنهم.

وكان لرئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة بمركز زهور المستقبل بتاروت شفيق آل سيف تحديات كثيرة لم تتوقف بوجود قوة الإرادة والتحدي لصنع أي أمر جديد ومتطور للمركز وعلى جميع الأصعدة، مشيراً إلى أنه ولد وهو يُعاني من ضعف شديد في النظر وعندما وصل لعمر الثانية عشرة فجأةً استيقظ من النوم وهو لا يرى.

وعقّب آل سيف على ذلك قائلًا: “لقد كانت مرحلة مؤلمة، فبعدما كنت أُبصِر أصبح كفيفاً، ومن مدرسة السليمين ألتحق بمعهد النور، وبينهما رحلة علاج لسنتين، لكن لم أستسلم لأي عقبة واجهتني بطريقي”.

وتحدث عن إنجازاته قائلاً: “مركز زهور المستقبل بتاروت من أكبر التحديات التي صنعتها ونجحت بهذا الإنجاز العظيم منذ ثلاثة عشر عاماً والذي يستقبل جميع الإعاقات، ومازلت أُتابع مع الجهات المختصة لتطويره وإيصال رسالتي للمجتمع بحاجة أبنائه للتوعية والتثقيف تجاه هذه الفئة”، مشيراً إلى أنه محاضر في برنامج الثقافة العامة وتطوير الذات”.

وواصل: “تعلمت الخطابة وكرست وقتي لاستقبال القضايا الأسرية والاجتماعية وكسبت ثقتهم، ولدي حس بالمسؤولية تجاه المجتمع والآخرين”، منوهاً بأن هناك قصة لطفلة عمرها أربع سنوات لم تستطع المشي، وعند التحاقها بالمركز تمكّنت من المشي، معقباً على ذلك بأن هذا يدعو للفخر والاعتزاز.

ووجه رسالة للمجتمع بأن ينظروا لذوي الاحتياجات الخاصة على أنهم رحمة وليسوا نقمة ولهم دور في الحياة، ونظرة علمية وليست عاطفية وأن نؤمن بقدراتهم ومواهبهم ونكون الداعم الأقوى لهم.

وتطرق الكابتن محسن أحمد آل إسماعيل الذي كانت لبطولاته الرياضية صدى واسع محلياً وعالمياً بالحديث عن إعاقته وملازمته الكرسي المتحرك، مثبتاً أن هذا الكرسي لم يمنعه من أن يحقق بطولات ويحصل على أكثر من 200 ميدالية ذهبية ودرع على المستوى المحلي والدولي.

وأشار إلى أهم تحدياته ليُصبح مؤسس رياضة البوتشيا لشديدي الإعاقة بالمملكة، وأول سعودي يتسلق الجبال بكرسي متحرك، وكذلك فهو مسؤول سابق عن الأنشطة الرياضية في جمعية سواعد، ومدرب في نادي الخليج ومدرب للسباحة وألعاب القوى.

وقال: “أن أصنع بطلاً هو بالنسبة لي أكبر إنجاز حققته، وظهر ذلك بتحقيق بطولات لمن قمت بتدريبهم برياضة “البوتشيا” منذ أربع سنوات فقد حققوا أربع بطولات على مستوى المملكة وغرب آسيا”، مشيراً إلى أنه سيتم افتتاح نادٍ في القطيف لذوي الاحتياجات الخاصة.

وتمنى “آل إسماعيل” أن يلتحق بالنادي عدد كبير من اللاعبين واللاعبات ليكونوا أبطالاً للمملكة وخارجها، مؤكداً أنهم قادرون على ذلك رغم الصعاب.

واختتم اللقاء باستعراض “بن درويش” للأسر المنتجة المبدعة والتي لها مشاريع رائدة وتستحق التكريم والالتفافة والتعامل معها، بصفتهم عنصراً من عناصر خدمة الوطن.



error: المحتوي محمي