مدينة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم تعيد تعبئة محبرتي بعد جفافها، زيارتي للعام الماضي إلى المدينة المنورة تعاون القلم والمحبرة في وصف كرم أهل المدينة، بينما زيارتي هذا العام استعاد قلمي التعبئة والطاقة من المدينة المنورة في الزيارة المباركة، فكانت المرة الأولى التي تطأ فيها أقدامي أحد الأسواق الشعبية بالمدينة المنورة في الأسبوع الماضي عندما أراد الأولاد وجبة الغداء “صيادية سمك”.
توجهت مع الأولاد إلى سوق “الطباخة” بالمدينة المنورة فعند وصولنا إلى بوابة السوق تفاجأنا من التطوير التراثي والازدهار من المطاعم التي تحاكي التراث الشرقي، حيث يضم السوق 60 مطعمًا من مختلف الأكلات الشعبية العريقة التي تقدمها المطاعم وألذها طعمًا حلو المذاق مثل صيادية السمك، ورؤوس المندي والمشويات والمقلقل والكمونة والهريس وجميع أنواع الطبخات المضغوط والمدفون وتحت القدر وشوربة الشوفان ومرق اللحم وأيضًا توجد محلات عصيرات طبيعي وحلويات وآيس كريم.
في جولتي بالسوق تقابلت مع أحد أصحاب المطاعم شيخ المشويات “حسين الهبوبي من المدينة المنورة” وصف السوق بأنه معلم يحاكي تراث الشعبي وأحد المعالم التي يقصدها الزوار وأهل المدينة، حيث سوق “الطباخة” قريب من المسجد النبوي وأسواق بلال ويتنوع بالأكلات الشعبية القديمة من تراث وثقافة الطبخ إلى المدينة المنورة، والسوق يشهد إقبالًا كبيرًا في مواسم الزيارة والحركة الدائمة على مدار السنة، بعدها توجهت إلى أحد المطاعم المختص في الأسماك حيث يوجد عنده جميع أنواع الأسماك والجمبري البحري، فقام صاحب المطعم من ترتيب الجلسة في وسط الأجواء التراثية القديمة والبسيطة والتي تستحضر لك الماضي الجميل مما يحمل من بساطة وعفوية، فتسلل لنا الشعور الواقعي من بصمات الموروث القديم، فقدم لنا وجبة سمك الصياد الساخنة والتي لها طابع خاص من البهارات المثيرة للشغف في الأكل، السعر متوسط حيث إن كيلو السمك يتراوح بين 35 إلى 45 ريالًا للكيلو مع الأرز حسب نوع السمك، صيادية سمك كاملة، سمك الصيادية يحب الضرب فضربنا الصيادية بالخمسة فسلام الله على الصيادية.
لكن استوقفني مستوى النظافة إلى بعض المناطق في السوق ربما يريد توعية أكثر لبعض المحلات من السوق بعض المطاعم تضع سلة المهملات في وسط السوق دون أغطية محكمة مما يجعلها بيئة مناسبة إلى القطط والذباب وبدورها تزعج الزوار. التحية والتقدير إلى أمانة منطقة المدينة المنورة لما قامت به من تطور وازدهار وعمل متواصل في البناء وكانت النتيجة سوق الطباخة الجميل الذي أصبح أحد أشهر الأسواق الشعبية للأكلات وهذا مؤشر من الأمانة بأن راحة زوار المصطفى وازدهار المدينة من الأولويات في إدارتها المفعمة بالتطور والنجاح.
