يعيش نادي الترجي بالقطيف ومنذ سنوات طويلة، مرحلة عدم استقرار، والبعض يعزو ذلك لوجود تجاذبات بين عدة أطراف ورؤى مختلفة بين المهتمين بالشأن الرياضي.
لا يخفى على المراقب والمتتبع كمية الهمز واللمز من قبل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الإدارة أو تلك، أو هذه المجموعة أو تلك، وتوجيه البعض أصابع الاتهام لأشخاص دون تسميتهم، واتهامهم بأنهم ومنذ سنوات يعملون كخفافيش الظلام في الخفاء ضد الإدارات، من أجل مصالح شخصية، على حد ما يحاول البعض الترويج له.
وبغض النظر عن صحة كل ما يثار هنا وهناك، فإن النادي ومنذ تأسيسه، مر بمراحل وظروف مختلفة، وتناقضات أثرت على مسيرته وإنجازاته الرياضية على مستوى المحافظة والمملكة، حتى وصل في مرحلة من المراحل إلى مجرد نادٍ افتراضي واسم على ورق فقط، وشتات لاعبين يبحثون عن ملعب مدرسة أو أرض فضاء في إحدى الحواري ليفرغون فيها طاقاتهم.
وكان البعض حينها يرمي بهذا الفشل وبالحال الذي وصل له النادي وإخفاقاته على غياب المنشأة الرياضية، رغم أن بعض الأندية في المحافظة قدمت أنموذجًا بتحقيق بطولات محلية وآسيوية وأصبحت رقمًا صعبا على مستوى العالم سواء في الرياضات الفردية أو الجماعية ككرة اليد وغيرها وبظروف مشابهة لظروف الترجي السابقة التي كانوا يرمون إخفاقات النادي عليها.
الآن نعيش في مرحلة اختفت فيها جميع الحجج التي كان البعض يسوّق لها لتبرير الإخفاقات الرياضية والإدارية، فلدينا منشأة نموذجية بنتها الدولة وأنفقت عليها الملايين، ولدينا طاقات ومواهب ناشئة وشابة تنتظر من يحتضنها، وخبرات متراكمة، وكفاءات يمكنها أن تتحمل المسؤولية لقيادة النادي، وجمهور عريق أثبت وفاءه ووقوفه مع النادي في أحلك الظروف، إلى جانب وجود إستراتيجية من قبل الدولة لدعم الأندية الرياضية. كل هذا يقودنا لسؤال واحد وهو: أين الخلل وما هو المبرر لاستمرار الوضع الذي يعيشه النادي؟
هذا النادي العريق.. مصنع النجوم والرموز ومكتشف المواهب، لا ينبغي أن يكون خافتًا، وأن يصل به الحال إلى ما نراه.. فليس هذا ما يأمله أبناء المجتمع من النادي، ولا أظن أن هذا أيضًا ما تأمله وزارة الرياضة من هذا النادي العريق.
فهل هناك ظروف فرضتها البيئة الموجودة في النادي تجعله يدار بطريقة تقليدية وغير احترافية تنتهي بنتائج غير مرضية للجمهور، أو أن الخلل يكمن في جمهور النادي بفرضهم هذا الواقع، وعدم مشاركتهم الحقيقية والفاعلة في اتخاذ القرار عبر الاشتراك في العضوية العمومية والمساهة في المساءلة والتغيير.
علاقة النادي بشباب القطيف وهو الحاضنة لهم يكاد يجزم الكثير بأنها مقطوعة، فالنادي بحاجة لإدارة تواكب العصر وتعيد له هيبته المفقودة، وبحاجة لجمهور فاعل ومشارك في التغيير واتخاذ القرارات، لا مجرد مصفق في المدرجات، وهذه مسؤولية المهتمين بالشأن الرياضي الذين نتمنى أن تكون لهم مبادرة تقطع الطريق على من سماهم البعض «خفافيش الظلام»، وتستوعب الجميع، وتجمع المختصين بمختلف توجهاتهم، وتشجعهم على التقدم والعمل المشترك لإدارة الترجي والأخذ به إلى مصاف الأندية الفاعلة.