الْتَوقُ إلى الماضي وأثره الصحي

استوقفني مصطلح “النوستالجيا” الذي تطرق إليه أحد الأخوة الأفاضل – له كل الامتنان – مما دعاني للبحث عن معناه؛ استزادة في المعرفة.

باختصار شديد؛ وجدت أن المصطلح يعود في أصله إلى اللغة اليونانية القديمة وتعني: (الشوق – ألم) يتكون من كلمتين إغريقيتين: “نوستوس” (Nostos) أو رحلة العودة
و”ألغوس” (aLgos) أو الألم والحزن.

وهو مصطلح يستخدم لوصف الحنين إلى الماضي، ثم وصفت بأنها حالة مرضية وشكل من أشكال الاكتئاب في بدايات الحقبة الحديثة، ثم أصبحت بعد ذلك موضوعًا ذا أهمية بالغة في فترة “الرومانتيكية” ليتحول من مصطلح طبي، إلى حالة شاعرية تُستلهم في الفن والشعر والأدب، والحياة الخاصة.

وفِي الغالب هي تعني: حب شديد للماضي بشخصياته وأحداثه.
وهناك من يربطها بالهروب من إحباطات اللحظة الراهنة، والعجز عن إيجاد إجابة وافية لأسئلة المستقبل.

ما الفائدة؟
إن لهذا المصطلح – كما أظهرت الدراسات حديثًا – فوائد صحية رغم ألم العاطفة الذي يتسبب به الحنين إلى الماضي.
ومن الفوائد التي ثبتت صحتها:
1- الحنين إلى الماضي يشحن الدماغ بطاقة إيجابية لأنه يثير العواطف بشدة.
2- الشعور بالانتماء والرضا النفسي.
3- الرغبة في الاستمرار بالعيش، وخوض تجارب جديدة.
4- لأن الماضي بالنسبة للإنسان فترة معلومة من حياته فهو يمده بالشعور بالأمان والراحة النفسية.. تمامًا كالشعور الذي يحققه التأمل أو رياضة “اليوغا”.
5 – إثارة الإلهام وتعزيز التفكير الإبداعي والتفاؤل.

فإذا كان الأمر كذلك، يا لروعة العودة إلى الماضي والكتابة بشغف عن شخصياته وأماكنه – التي تسكن الروح – والتعبير عن الجميل من أحداثه!
الماضي جميل، وإن لم يخل من عيوب تكتنفه.

لكل من تستهويه العودة إلى الماضي توقًا إليه، واسترجاع الذكريات واتخاذها مادة للتعبير الكتابي، نقول:
طالما أن التعبير عن خلجات النفس له أثر صحي في نفسك ؛اكتب لتتحرر من مشاعر الأسى، والإحباط، وألم فقد الأحبة.
واستشعر متعة الحياة في عمل تجيده وتحبه؛ حتى لو عده البعض عملًا لا قيمة له، فقد يكون عند البعض الآخر مصدرًا للبهجة والسعادة.

حِب ما تكتب عنه؛ لتبدع أكثر.
اكتب ما يجول بخاطرك وما تريده أنت.
سجل كل فكرة مُلْهِمة تصل إليها، وعندما تمر بموقف ما، وترى أنه صالحٌ كمادة للكتابة اعمل على تدوينه سريعًا، حتى لا تنسى تفاصيله، ويقل إحساسك به مع مرور الزمن.

وإليك بعض العوامل التي تساعدك على إتقان الكتابة:
1- التزود بثروة لغوية مناسبة، تساعدك في ذلك “المعاجم اللغوية” إن أحسنتَ استخدامها.
2- إتقان قواعد النحو والصرف.
3- إتقان الرسم الإملائي بشكل مميز.
4- تكوين فكرة عامة حول الموضوع المراد الكتابة فيه.
5- القراءة والاطلاع.

اصغِ إلى من يأخذ بيدك وينير لك الدرب؛ ليجنبك الوقوع في الخطأ.

أما إذا صادفت في طريقك من يُوصف بكأنه ما خلق إلا لكي يغتاظَ؛ فلا تلتفت له، وواصل سيرك مع إماطة كل ما يعرقلك؛ لتبلغ هدفك المنشود بنجاح.


error: المحتوي محمي