سيرة لمنديل أخضر

سقطت ُوفي هذا السقوط تَجمُلي
وأصررتُ إصرار ( النبيِّ) على (علي)
..
شددتُ رحالي , يا عكاظُ تزيني
فقد يُطربُ الأعشى جنون تخيُلي
..
تمرستُ بالليل الطويل صديقتي
وأعجبني الحزنُ الشديد وراقَ لي
..
فتوحاتي الكبرى كتابٌ وعزلةٌ
وإن تمتمَ الحبُ النبيل  بمنزلي
..
وأشتاقُ كم أشتاق لكن يُعيقني
عن البثِ والشكوى صلابة هيْكلي
..
ولي ليس لي إلا الهجير وربَّما
أسأءَ لوجه البرد فرط تزمُلي
..
كبرتُ على حُب النساءِ وساءني
بكائيَ ما بين الدخولِ وحوملِ
..
ترعرعَ في وادي الغواةِ تغطرسي
وقد أفرح ( الضلَّيلَ) قوسُ تنزلي
..
معي تنصبُ الفصحى خيام زفافها
ويُحرقُ أطفالي الصغار تأمُلي
..
اذا لم تنامي كالقُديح عزيزةً
ولم تستسيغي ماقصدتهُ فارحلي
..
تعودتُ أن أمضي بغير مشقةٍ
خفيفاً كريحٍ أو كزهرةِ جدولِ
..
وداعاً وداعاً سالمين وسلموا
فلن تقتل الإعصار ضربة منجلِ
..
خرقت بهذا القلب الف سفينةٍ
وحطَّم سور الصين فأس تحمُلي
..
لقد لبس الطوفان لامة حربهِ
ولستَ عن الطوفان قلبي بمعزلِ
..
تحملتُ حزن الحزن قربي كصخرةٍ
وأدركت ُ سر السر قبل ترمُلي
..
يُكلمني من لا أراهُ فتختفي
تضاريس آلامي بسمرة مِفصلي
..
أأحبس دمعي عن هواكَ وفي دمي
من الشوقِ نخلاتٌ وروحُ قرنفلِ
..
جديداً كشمس العيد ودعتُ سيرتي
وهدمتُ أوهامي وسد تطفلي
..
حضنتُ كتاب الله شوقاً لوجههِ
ومن يقترف فنَّ الألوهة يصطلي
..
معي من معي من لا يخيبُ قاصداً
فأرجوك كم أرجوك أن تتحملي



error: المحتوي محمي