على عكازة التيه، وتجاعيد المكابرة، وشماريخ الزمان تساقط حشفاً وانحناءات السنين تسعل الجفاف، واللاشيء يرفض أن يترجل عن العناد، تأبى الأنا المترهلة أن تتزحزح عن فوقيتها وتصر على المقاومة رغم ترنحها، موهومة بالأفضلية، متلبسة بالعنجهية والنرجسية، تدعي ما ليس لها ولا عندها وتتشحط على منجز السراب، وهي رغم التقادم لم تقدم غير الأصفار والأعذار، كأنها السلحفاة في مشيها وخوفها وتجويفها الفارغ إلا منها.
فمتى تغرب هذه الأنا المترهلة بكلها، والقابعة هنا وهناك، ممسكة بتلابيب الاستغفال، ومتشبثة بالعصيان، متنفعة من الوهم في مواسم الجفاف، بلا هدف ولا غاية سوى المراوحة في قعر الزمكان ولا غير سوى اللف والدوران، وكأن الوقت متوقف رغم تقطع الأنفاس وتساقط الأضراس وهي كما هي معلقة متعلقة بحضور باهت بليد لا يلتفت له أحد حتى الجائع العطشان.
متى تنزع هذه الأنا المترهلة سرابيلها الزائفة؟ متى تؤمن بالرحيل؟ متى تصدق أن هناك طوابير حاضرة العتاد وصفوف منتظرة لدورها المسلوب، تنبض قلوبها عزيمة وجدارة، تتألق سواعدها جمالاً واقتداراً، تمتشق العزيمة وتتسلح بالنخوة، وتنتظر دورها فرصة تلو الفرصة.
وللأسف هذه الأنا المترهلة لا ترى أحداً ولا تسمع ضجيجاً ولا ولن تكلم سوى نفسها، صماء عمياء بكماء والعالم كل العالم في مكان آخر وزمان آخر غير عالمها المتخلف ركبه وزمانها المتوقف أمده.