كَم تَخَيَّلتُ وُقُوفِي بالفَلَاةْ
نَاظِرًا حَالَ رُسُومٍ دَارِسَاتْ
وَاصِفًا في الشِّعرِ مَا حَلَّ بِهَا
بَعدَمَا زَمَّت عَليهَا الرَّاحِلَاتْ
ذَاكِرًا دِمنًا بَدَا فِي قَفرِهَا
وَنَعِيبًا أطلقَتهُ النَّاعِبَاتْ
وَرَبَابًا مِن خَيالِي صِغتُهَا
وَحَكَايَا عَن جَمِيلِ الذِّكرَيَاتْ
تِلكَ أبيَاتٌ لِلَهوٍ قُلتُهَا
سَائرًا خَلفَ القُرونِ المَاضِيَاتْ
فَهُمُ لِلشِّعرِ أعلَامٌ، تَرى
شِعرَهُمْ مِثلَ الصُّخورِ المُرصَفَاتْ
إن أزِيحَت صَخرَةٌ مِنهَا فَقَد
قَصرَ المَضمُونُ وَاختلَّ الثَّبَاتْ
فَعَمُودِ الشِّعرِ كَالمَبنَى وَفِي
وَسطِهِ تَبقَى المَعَانِي سَاكِنَات
لا كَتَرتِيب لَقَولٍ مُبهَمٍ
لَيسَ فِيهِ غَيرَ مَعنى المُفرَدَاتْ
دَاكَ قَولٌ بَائسٌ مُنقَطِعٌ
لَمْ يَرِد إسنَادُهُ عِندَ الرُّوَاة
إن أردتَ الشِّعر فاسأل أهلَهُ
عِن “طِوَالٍ” قَومُهَا صَارت رُفَاة
لَم تَزَل تُدرَسُ حَتَّى يَومِنَا
وَبِهَا الأذهَانُ تَبقَى حَائرَات
فَبِنَاء النَّظمِ فِيهَا مُحكَمٌ
إنَّمَا الشِّعرُ المَبَانِي المُحكَمَاتْ