من الخفيف

لِمَن الدَّارُ زُرتُهَا فِي البّوَادِي
كَرُكَامِ الصُّخُورِ فِي بَطنِ وَادِي

تَنسُجُ العَنكَبُوتُ فِيهَا شِبَاكًا
وَيظَلُّ الغُرَابُ فِيهَا ينادي

يندُبُ الرَّاحِلِينَ عَنهَا كَثكلَى
تَندبُ الوِلدَ بَعد يَومِ الطِّرَادِ

لَيتَ شِعرِي هَل لِلغُرَابِ فُؤادٌ
مُفأدٌ مِن ضِرَامِ طُولِ البُعَادِ

كَفُؤادِي حِينَ التَفَتُّ لِدَارٍ
زُرتُ فِيهَا “الرَّبَابَ” وَالشَّوقُ حَادي

وَطَلَبتُ الوِصَالَ مِنهَا فَصَدَّت
وَأشَاحت عَنِّي وَأردَت فُؤادي

تَرَكتنِي أجنِي الهُمُومَ كَئيبًا
كَأسِيرٍ مُكَبَّلٍ بِالصَّفَادِ

أو كَطفلٍ مَازَالَ مِن بَعدِ يُتمٍ
يَسهَر الليلَ بالبُكَا وَالسُّهَادِ

كَانَ هَذا اللقَاء آخِرَ عَهدِي
بِشَرَابِي وَمَأكَلِي وَرُقَادِي


error: المحتوي محمي