في هذه الشُرفة من الفكر، استوقفني إصدار مقالات “من يمتلك قلب سلام”، إصدار السيدة نرجس الخباز، الذي أهدي إلي ذات لطف من الروح السامية في اللحظة العابرة.
يتجه “من يملك قلب سلام”، إلى اتباع أسلوب المقال، المُطعم بعصير الحالة الدرامية، الذي لا يخلو لونها من التجربة الشخصية، التي مرت في حياة الكاتبة، لتستدر منها المعنى، والإشارة.
إن الكثير من الكلمات، خصوصًا، مع وجود قنوات التواصل الاجتماعي، أفرزت كتابًا، يمارسون فعل الكتابة، أكانت في كتابة المقال، أو الفنون الأخرى من الكتابة.
هنا، لا نسعى إلى قراءة تأملية في نوعية ما يكتب، والوغول فيه، لمعرفة فاعلية العالم الافتراضي على اليراع والكلم، بقدر أننا نهفو إلى الإبحار في يراع وكلم، الكاتبة نرجس الخباز، من خلال “من يمتلك قلب سلام”.
إن الإنسان من طبيعته، أنه يميل إلى القصة، إلى الحدث الدرامي، وقد يكون البعض عاشقًا لها، باختلاف النسبة، تباعًا.
وعليه، فإن استخدام -الخباز- هذا الأسلوب القصصي، لتزاوج بين بيئة المقال والقصة، ما جعل من المُنجز، يحتضن الحالة الشعورية بالنسبة للمُتلقي في تعاطيه، مع النص، أيضًا استخدامها محاكاته، من خلال توجيه السؤال للقارئ، لفظيًا، وضمنيًا، لتُثير في النص الحالة الواقعية، تفاعلًا، مع المُتلقي، وهذا يُمثل الذكاء في اصطياد تفاعل المُتلقي، أتقنته الكاتبة، وتميزت به.
لهذا، فإن القارئ إذا لم يشعر، بأن ما يُكتب، يُلامس شيئًا في ذاته، وعقله، فإنه لن يقرأه بشغف، أو سيتركه جانبًا.
جاءت مواضيع “من يملك قلب سلام” متنوعة الزوايا، كأنها أرادت أن تُقدم مائدة شهية، عليها ما لذ وطاب من الأطعمة، تتمتع بالجمالية الجاذبة، والمُلهمة، ليأخذ منها المُتلقي ما شاء وأراد، وما تشتهيه ذاته.
إن في هذا التنوع ذكاء، أيضًا، وقد نشبهه بالقول السائد: من أين تؤكل الكتف، لهذا نجد أن كل مقال – القصة – لها موضوعها، الذي تتفرد به، وبطبيعة الحال، فإن الإنسان، يميل إلى التنوع، فكم، تنتابه الراحة، إذا ما جلس على مائدة ألوانها مختلفة، ليتمتع بصريًا، ويتناول ما يشتهيه، فإنه في متناول يده، إذًا، هذه الحالة، تجعله في قمة الاشتياق، الاشتهاء.
وأرى مجازًا – بكل تواضع – أن الكاتب إذا لم يتمكن من اصطياد القارئ، ليُوقعه في شراكه، فإن أحرفه، لن تُبارح مكانها.
وفي هذا التعليق على “من يمتلك قلب سلام”، سنُبحر في كل مقال – قصة – وتناولها بشيء من المُناقشة، واستشراف ما وراء الكلم، والوقوف على ومضات الأسلوب، ومُقارعته بلغة الاستفهام – إن وفقنا لذلك – في الحلقات القادمة.