تخصصان راقيان يمسان روح الإنسان وجسده ويظل المتخصص يمارسهما حتى آخر عمره
العملان العظيمان هما رجل الدين والطبيب. والتخصصان يمسان الإنسان في كل أدوار حياته. فالإنسان يتكون من روح وجسد. فالروح يجب الرقي بها وتوجيهها والجسد يجب أن يكون صحيحًا ويجب علاجه إذا مرض.
فرجل الدين ذلك الإنسان الفاضل هو من يعالج روح الإنسان ويوجهه من صغره حتى هرمه. ورجل الدين ذلك الإنسان المبجل الذي يرفع الإنسان من المادية إلى الروحانية. فهو يوجهه لعمل الخير وترك الشر. ويربيه تلك التربية الروحية. فهو يعلمه ان الدين هو المعاملة.
الشيخ أو رجل الدين هو الذي يعلم الناس فروض دينهم وأحكامهم الشرعية. وكذلك يحاول رفع روحانيتهم حتى يتخطوا المادية والكبائر والذنوب التي تنتهك العصم. وأن يكون إنسان خير ومحب للجميع. فخير الناس أنفعهم للناس. فهو يوصيه ببر والديه وصلة أرحامه. وكذلك يعلم الناس كيف يتقرب إلى ربه بالصلاة والصيام وقيام الليل والأدعية. وهذه تجعله إنسانًا روحانيًا مرتبطًا بربه ويخاف الله في نفسه وغيره.
ورجال الدين هم القدوة في الأشياء الروحانية التي تجعل الإنسان فاضلًا وأقرب إلى ربه. فهو يؤم المصلين في الصلاة وهو الذي يعلمهم المستحبات والأشياء التي تقربهم إلى ربهم.
والنَّاس تتواصل مع رجال الدين طوال عمرهم وحتى لو بلغ العالم من العمر عتيًا. فلا يسمح له الناس بالتقاعد.
والأطباء هم الذين يحافظون على جسم الإنسان وصحته من بداية حياته إلى كبره. فهو يعالج الإنسان إذا مرض ويبذل جهده لتوعية الناس صحيًا ليبعدوا عن العدوى والمرض ويحافظوا على صحتهم. فهم يعرّضون أنفسهم للأمراض ليعالجوا الناس. فهم أناس مضحون وعملهم إنساني.
وقد أثبتت الجائحة أنهم الخط الأول الذي يدافع عن صحة الناس وراحتهم. فالكثير منهم تعرض للمرض بل توفي بعض الأطباء وهم في جهادهم الأكبر لحفظ حياة الناس. فالأطباء يبذلون حياتهم وعلمهم لخدمة البشرية ولا يتوقفون طوال حياتهم.
الكثير من الأطباء يضحون بحياتهم الأسرية والاجتماعية لخدمة البشرية. فأثناء هذه الجائحة، أكثر الأطباء لم يرجعوا لبيوتهم وأسرهم لأسابيع بل أشهر ولم تكن لهم حياة اجتماعية لمدد أطول. فكان الله في عونهم وحفظهم لخدمة الإنسانية.
وبالإضافة لذلك لا يتركهم الناس وخصوصًا المرضى حتى لو هرم الطبيب. فالناس تسأل الطبيب حتى لو ترك عمله. وكذلك الكثير من الأطباء الجدد يتواصلون مع الأطباء القدامى حتى آخر يوم في حياتهم. وذلك لنقل خبرتهم وعلمهم الغزير للأطباء الآخرين.
كل الناس تحتاج لرجال الدين طوال حياتهم من أجل أرواحهم، والطبيب من أجل أجسادهم.