بدأت مرحلة الكتابة مُبكرًا في الصف الرابع الابتدائي، كانت تُسمى من قبل معلماتها في المدرسة “أم القصائد”، لما كانت تتمتع به من الكتابة الشعرية، وترديدها الشعر في عمرها الغض، حيث أرادت أن تكون كاتبة وشاعرة منذ صغرها، لامتلاكها الموهبة والقدر الكبير من الشغف.
كان لوالدتها السبق بفتح الشرفة لها، لتتعلم أولى أبجديات الكتابة، وما يبعث على الاستغراب، أن والدتها ليست كاتبة أو شاعرة، إلا أنها تُمثل الإنسان المُلهم لابنتها، ولحظة الوغول في تسطير أحرفها.
استرجعت القاصة والكاتبة فاطمة مهدي مويس، المُنحدرة من بلدة الملاحة، بدايتها في الكتابة الأدبية، لـ «القطيف اليوم»، وقالت: “أمي العزيزة، ملهمتي دائمًا، من أهدتني مفتاح هذا الطريق، وشكّلت لي الدرب بسبحتها ودعائها، وكانت في السابق تقترح جملًا ما، وهي تكمل كتابة النص على هذه الجمل، أو تقوم بإعطائها بيتًا من قصيدة ما، لتقوم بإكمالها، والآن أصبحت تأتي لي حتّى أعبّر لها عما تُريد”.
خوف الـ 14 ربيعًا
وأضافت: “كتبت في السابق كتابين، وتوجهت للنشر، ولكن الخوف ردّني، كنت بعمر الرابعة عشر ربيعًا، فأحسست أن كلمة كاتبة كبيرة على مرحلتي العمرية، والآن أصدر كتابي الأول، الذي ولد في فترة الحجر”.
وتابعت: “صحيح أنا كاتبة صغيرة، ولكن غالبية الكتاب ظهروا بهذا العمر الصغير، بدأت مسيرة الكتابة عندهم بعمر صغير، ولكوني كاتبة بعمر الـ 17 ربيعًا، هذا لا يُعد إنجازًا حقيقيًا، وإنما الإنجاز الحقيقي فعليًا هو كيف مستوى كتابتي في هذا العمر”.
كلُّ الجراح
جاء إصدارها الأول بعنوان “كلُّ الجراح تقصدُك”، عبر قصص قصيرة، ونصوص أدبية، تختزل عدّة حكايا واقعية، مضى وقت طويل عليها، لكنّها إلى الآن لم تمت، وذلك في ١٠٤ صفحات.
وجهة نظر
وبينت الكاتبة فاطمة مهدي أنها قليلة جدًا في الانخراط في الساحة الأدبية، لتكون علاقتها بهم من وراء الأبجدية، تقرأ لتعيش عالمهم.
ورأت أن الكتابة القصصية، أو الروائية، بألوانها المختلفة، تتطلب أدوات يمتلكها اليراع وكاتبه، مشيرة إلى أن الكتابة الخيالية تحتاج إلى كاتب له خيال واسع، والواقعية تحتاج إلى مصداقية الكاتب، منوهة إلى أن من يكتب القصة الواقعية كذلك يحتاج إلى كم هائل من المشاعر والأحاسيس على غير كاتب القصص الخيالية.
الثقافة النقدية
وتطرقت إلى هدفية الثقافة النقدية موضحة: “الجيد سيرفعني، والسيئ سيُعلمني، والأسمى في العملية التعليمية بالنسبة للكاتب، أن الإبداع يوصل إلى القمم”.
ولفتت إلى أن كاتب القصة أو الرواية، يحتاج لرأي القارئ، أكان ناقدًا، أم قارئًا، ففي كل شيء، صغيرًا أم كبيرًا، تشم الرائحة النقدية، فإنه يُثري الكتابة لا محالة، متمنية بعد قراءة كتابها من قبل القارئ، أن تتلقى النقد، أكان جيدًا أم سيئًا.
واستطردت: “إن كل كاتب بشكل عام، يحتاج إلى رأي القُراء، أيضًا، يحتاج القاص والروائي، من يستوحي من هذه الرواية أو القصة، عملًا دراميًا، يظهر للمشاهد في لغته البصرية”.
واختتمت “مهدي” حديثها لـ «القطيف اليوم» قائلة: “أنا الصغيرة فاطمة، أتوجه بالشكر إلى أمي، هي التي علمتني أن أقرأ وأكتب، وأعبر عن مشاعري، من فتحت نافذة حجرتي، لأبصر ضوء الشمس من عينيها”.
وأردفت: “أبي، شكرًا، كألف حكاية وحكاية، من رموش عينيك، فتح لي كل باب، وتوجّهت للباب بِدعواتكم لي، أبي البطل الخفي، وأمي التي شكّلت لي الدرب بسبحتها، وسجادة صلاتها، لولاهم لما كنتُ أنا”.