عبدالكريم الحكيم المعروف بـ”أبو حكيم” افتتح بوفية شعبية للمأكولات الخفيفة في مدينته سيهات منذ 28 سنة، وتنوع زبائنه من جميع مناطق محافظة القطيف والخبر والدمام والبحرين والكويت، وبعض من الجاليات كالأتراك والفلبينين والبريطانيين، واستطاع أن يتغلب على فكرة الوظيفة ويتخطاها، هنا ينقل تجربته عبر “القطيف اليوم”.
يحكي – أبو حكيم – بأنه حصل على دبلوم المعهد المهني عام 1402هجرية، وقدم شهادته إلى مكتب التوظيف في ارامكو الموجود سابقاً بالقطيف، واستطاع اجتياز اختبار القبول بدرجات مرتفعة، ومن ثم أرسلوه إلى مكتب التوظيف بالظهران ولسوء الحظ طلبوا منه إعادة الاختبار، فلما سألهم عن السبب، قالوا له أن النتيجة عالية ويبدو أن أحدهم ساعده، فأعاد الاختبار بنتيجة أفضل من السابق، حتى تمت إجراءات فحوصات المستشفى، لكنهم رفضوا قبوله!.
ويواصل؛ عندما حصل على وظيفة حكومية خير نفسه بينها وبين المحل الناشئ، لكنه فضل مهنته الحرة، لأنه اعتبرها أقرب أصحابه، ولايستطيع أن يستغني عنها.
وبدأ في المحل المسمى بـ”أبو حكيم” سنة 1410هجرية عندما كان عمره في الخامسة والعشرين، ويذكر البدايات كانت كهواية ففي صغره أخذ يشتري الأواني من ملاعق وغيرها من الألعاب ويتمثل بالطبخ، واستمر هذا الشعور ليشارك في البيت بإعداد وتجهيز البرياني والكبسة والصالونة والربيان والسمك والمقبلات وجميع طرق تحضير البيض، فكانت بداياته وفق تجارب منزلية تطورت ليفتح محلاً في أحد زوايا البيت لبيع المأكولات الخفيفة من همبرغر وخلافه، وأضاف أن الحياة علمته الكثير من الدروس، لذلك ماكان يخجل من مجال عمله لأنه يوفر قوته وقوت عياله، كما تعلم من الأمام علي(ع) مقولة:( مهنة باليد أمان من الفقر ) .
ويصف أيامه الأولى في المشروع بأنها موفقة بفضل الله وبفضل تشجيع الآخرين من مرتادي المحل، وأشار إلى أن شهرة المحل جاءت لكونه _سعودي_ ابن البلد وأكلاته يجهزها بنفسه وليس لديه عمالة تساعده، لذلك وجد الراحة عند زبائنه والتشجيع والشهرة.
ويذكر بعض القصص اللطيفة التي صادفته بأن أحدهم سأله عن مصدر اللحوم بمحله، فأجابه بكل صراحة بأن اللحم بلدي وهو يحرص أكثر من الناس على ذلك لأنها متعلقة بذمته أمام الله، فقال له لا أصدقك وحاول استفزازه عدة مرات ليرى ردة فعله، وهو يجيبه بكل برود وابتسام، ووصفني ببارد الأعصاب لأنه أراد استفزازي بوجود كاميرا لكنها مخفية ليسجلها كطرفة.
وأوضح أن مستوى الدخل عادة مايرتفع مع الإجازات، وشبه سر الخلطة لمأكولاته التي يقدمها كالرسام الذي يتخيل المشهد والشكل الذي سيكون في تصوره، فيتوقع شكل وطعم وجباته بالمقادير وتتم بنجاح والتجربة خير برهان، فجميع خلطاته ليست تقليدية حتى أن هنالك صاحب ملحمة مشهورة طلب منه شراء الخلطة بمبلغ كبير، ورفض حفاظا على سر المهنة، وكان سابقاً يقدم العصيرات الطبيعية بتركيز عالي مثل المانجو والجوافة والتفاخ والجزر، لكنه توقف لضيق الوقت.
ونادى الجيل الحاضر من الشباب بأن يقوموا من نومهم وينفضوا غبار الكسل من أياديهم ولايدعوا الأجانب أن يغتنموا الفرص ولهم الأولوية والأفضلية، وستهب الزبائن عليهم، ويؤكد بكل ثقة نجاح مشاريعهم ماداموا يعملون بجهد، وعزى سر النجاح إلى عاملين اثنين اولهم طريقة تعاملهم مع الناس والثاني جودة الطعام.