أيها العامُ الجديد أيُّ بُشرى تحملها معك

أستهل مقالي بفنجان قهوة محشو بأمنيات طيبة للجميع، وهكذا قهوتي حاضرة هنا معي تمنحني مزاجاً خاصاً.

سلاماً لكل روح رحلت ومضت بسلام، وسلاماً لكل مريض راقد على سريره الأبيض منتظرا الشفاء، وسلاماً لكل من أخطأ واعتذر، وسلاماً لكل من شكر وصبر في عام 2020.

أيام ويسدل الستار على عام مليء بكل استثنائياته ومخاطره ومفاجآته التي لم تخطر على البال، نعم عام مظلم مليء بالجراح والفقد، فقلوبنا كلها موجوعة ومضطربة ومع ذلك نحن ننتظر بارقة من الأمل والفرج.

علينا أن نتكئ دوما على اليقين بفرج قادم من السماء، ونحن نودع ونطوي 2020 عام يحمل آثار اللحظة التي نعيشها وغير المسبوق أبداً، ونبدأ عاماً جديداً! ولكن ماذا تبقى من 2020 غير أيام قليلة وهواجس متنوعة، ومحطات كثيرة بمواقف صعبة وبفقد الأحباب، وإن من المؤكد أن ما نتج عن ذلك العديد من الأيتام والثكالى والأرامل، ومزيج من الأوهام المليئة بالخطر!! ولن يهدأ البعض طالما يهددنا القلق لشراسة الجائحة، ومهما تقلبت الأوجهُ والاحتمالاتُ بل الحقائق في مشوار 2020 يبقى عنوانها التوتر والانكسار والخسائر بكل أنواعه وستبقى في الذاكرة.

قد يمكن اعتبار مقالي هذا، حسب غالبية البعض، نصاً تشاؤمياً، إلا أن التفاؤل أجده يستوطن روحي! قرأت ذات مرة: لا يحضرني متى وأين: إذا لم تستطع أن تنظر أمامك لأن مستقبلك مظلم، ولم تستطع أن تنظر إلى حاضرك لأنه مؤلم فانظر إلى الأعلى! نعم إنه ربك الأعظم خالق السماء والأرض، حينها يسمعك ويراك ويرزقك، إنه الله سبحانه وتعالى ما أخذ منك إلا ليعطيك، وما أبكاك إلا ليضحكك وما ابتلاك إلا لأنه يحبك.

أعزائي القراء، لنستقبل جميعاً العام الجديد بابتسامة وضحكة وبتفاؤل وتسامح، ولنملأ الكون فرحاً وسروراً! في العامِ الجديدِ أَمامَنا الكثير من المهامِّ والأَهداف التي ينبغي أَن ننجحَ في إِنجازِها كما يجب، أن نكون حاملين لمبادئ الصحة والحياة والالتزام والبقاء في بيوتنا وتجنب الأماكن المزدحمة إن لزم الأمر.

سوف أشيح بوجهي عن عام 2020، آملة أَن يكونَ العام الجديد هو عام التفاؤل الحقيقي، فليسَ أَمامنا متسع من الوقتِ قبلَ أَن نُعلنَ اطمئناننا وراحتنا بزوال الوباء، وهذا هو الحد الفاصل ما بين الحلم والأمل، والكون كله يتوق انتظاراً إلى العام الجديد!

وينبغي علينا الاسترخاء والهدوء، وسأكتفي باليقين والصبر والأمل وأمضي مع العام القادم، لنكون دائماً هكذا متفائلين! وهنا سقط فنجان القهوة من يدي ورسم آمالاً وأحلاماً متعددة على طاولتي الصغيرة، التي حاولت أن تداري انسكابة القهوة وقلت بشكل تلقائي لعام 2021!! أهلاً وسهلاً بك ولكن ترفق بنا! نأمل ونتمنى من الآن فصاعداً ليس هناك لا جائحة ولا كمامة ولا حظر، فلا ينبغي أن ننام ونصحو على شوك القلق! بل حياة آمنة مطمئنة، وكل يوم فيه والجميع بخير.



error: المحتوي محمي