المرأة التي نالت مرتبة الشرف بجدارة

ونحن على أبواب امتحانات الفصل الدراسي الأول والذي شارف على الانتهاء ومع وصول اللقاح وبسمة الأمل المنتظرة، وبالمحصلة النهائية لتجربة جديدة ومرحلة تعليمية مختلفة وفريدة، نقول وباطمئنان إننا عبرنا بسلام وبنسبة قياسية معتدة رغم بعض العراقيل التي صاحبت البداية تغلبنا عليها ولله الحمد، وما ساعد على ذلك عدة عوامل بدأت من وزارة التعليم وانتهت بالجالسين على مدار اليوم أمام أجهزة الحاسوب وإخوانه، وبالحرص والجهد والتعاون نوشك أن نصل لنهاية الفصل بتفوق تام، متمنين أن يكون هو الفصل الأول والأخير بانكشاف الجائحة إن شاء الله.

أشهرٌ معدودة لم تخل أيامها ولياليها من المواقف المختلفة بين مد وجزر وضيق وانفراج، ولابد أن تكون الذاكرة قد اختزنتها، ولسوف تجعل منها بوصلة الحكايا وأيقونة الأحاديث ولفترة مفتوحة وستتوقف هذه كثيراً وبإجلال مع المرأة لتروي عنها العجب، وقد أثبتت التجربة أنها رئة الحياة، وقلبها النابض، وأنها المجتمع بجميع تفاصيله، ونبخسها إن قلنا إنها الزوجة أو الأم أو الأخت فقط، وليس من العدل أن نحصر أهميتها هنا فقط رغم أولوية ذلك، وقد أثبتت التجربة وقبلها الكثير من التجارب أنها صاحبة الجدارة والحضور المشرق، وأنها سر كيميائنا.

فلا عجب حين وقفت وهي التي تجهل في البعض منها ربما كيفية الولوج إلى ردهات التكنولوجيا، لتتعلم وتعلم، لا عجب ومع خضم انشغالاتها أن تخصص الجزء الأوفر لأبنائها على حساب راحتها وتنغمس معهم وتدفعهم تشجيعاً وتحفيزاً بمختلف المراحل التعليمية حتى وإن كانت قاصرة عن ذلك.

هم كذلك الأبناء والبنات خاصة المراحل الأولى الذين اختلطت عليهم الأمور بعد أن كانوا يمنون أنفسهم بدخول المدارس ويستعدون لمرحلة جديدة تأخذهم مع المريول وحقيبة الكتب والطابور فإذا هم بين حيطان المنازل لا يدرون ما الذي يجري عليهم، فكم هي مسؤولية كبيرة احتاجت منها امتصاص الصدمة وتهيئة الأجواء المدرسية، وليس غريباً أن تكون هذه الأم قد خلقت جواً دراسياً متكاملاً لأطفالها يشابه أجواء المدرسة وربما عملت طابوراً صباحياً لهم إذا كانوا أكثر من واحد، ويا لها من عظمة حين تراعي وبجدارة أكثر من واحد أو واحدة، والأب ربما يكتفي بالأسئلة وأخذ التقارير اليومية منها.

درجة نجاح كاملة وبمرتبة الشرف تستحقها هذا العظيمة ولا نفيها حقها وإن أخفقت مع التجربة في لحظة ما، وهي لم تخفق فيكفي أن يسند الابن والابنة رأسيهما على كتفها ويستمدا منها الطاقة ويعود كل منهما بشحنة من العنفوان والعزيمة.

نعم يحتاجونها في جميع المراحل ومن مختلف الأعمار، ليس بالضرورة فيما يدرسون، ولكن لحظة العناء ليستريحوا بعد جهد وهي التي تعاني أكثر منهم وربما تخرج عن طورها في لحظة تعب، ولكن وسرعان ما تعاود الحضور والحنان لتحيا اللحظة معهم من جديد.

شكراً لكِ أيتها الأم والزوجة والأخت والابنة، شكراً لكِ كيفما أنتِ، وشكراً لكِ أيضاً أيتها المعلمة وأنتِ خلف المنصة تعاملين الطلبة والطالبات كأبناء، فأخلصتِ إخلاصاً بالغ الوصف منقطع النظير.


error: المحتوي محمي