روى جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله “خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ” أخرجه الطبراني.
بعد أن عانى العالم بأسره من (جائحة كورونا) وقفت مملكتُنا شامخةً بكل عزةٍ تتحدى هذا الوباءَ بكل طاقاتِها، وتُسَهلُ الطرقَ بشتّى الوسائلِ، لتمضيَ حياةُ المواطنينَ في مسيرتها، بكلِّ أمانٍ وسلامةٍ من وَطأةِ تلك الجائحةِ الخطيرةِ. موفرةً سبلَ الصحةِ والرعايةِ، ومشَرعَةً أنظمةَ الوقايةِ، حفاظاً على أمنِ وسلامة الوطن، وكي تسيرَ عجلةُ التقدمِ والازدهار بلا عقبات، متسلحةً بعدَ عنايةِ الله – جلَّ وعلا – وحكمةِ قيادتِها بأذرعِ أبنائِها الذين تفانوا في تلبيةِ كل نداء، وقاموا بواجباتهم بكل إخلاصٍ، في شتّى قطاعاتِ الدولة، وعلى مختلف صعُد المواجهة والمساندة.
وكان قطاعُ التعليمِ كغيره يتحملُ مهمةً صعبةً؛ تمضي بأبنائه في مسار العلم والمعرفة، وتُسهلُ أمامهم كلَ الطرقِ، آخذة بعين اعتبارها سلامةَ أبنائِها طلاباً وكوادر تعليم. وكان المعلم مثالاً مشرفاً لتحمل المسؤولية التي أوكلت له، باذلاً غايةَ جهده في إنجاح العملية التعليميةِ رُغم صعوبةِ الظروف وتنوع العقبات.
لم يقف المعلمُ عند نقطةٍ محددةٍ في إضاءةِ الطريق أمامَ تلاميذه، وتسهيلِ تعلمِهم؛ مستفيداً من تقنيات التعلم عن بعد، التي وفرتها قيادة التعليم له، ولكل تلميذ على السواء.. ولكن انبرى يبحثُ عن كل ما يساندُهُ في تأدية وظيفته، واضعاً نُصبَ عينيه مهمتَه المقدسةَ قبلَ كل شيءٍ، فأضحى أحدَ أمثلة التطوع في ميادين المواجهة المشرفة، ينقبُ عمّا يسهلُ المعلومة لتلاميذه، ويقربُ لهم الفائدة.
وفي مدرستنا – ثانوية المجيدية – العامرة لمع نجم المعلم الفاضلِ (صلاح منصور آل ناس)، أحدُ معلمي مادة الرياضيات المتميزين، الذين مثلوا ذلك الهدفَ الأسمى متطوعاً بوقته وجهده، وما أوتي من مقدرة تقنية؛ ليقدم شروحاً إضافية في مادته، تدعمُ ما يتلقاه طلابُه في الفصول الافتراضية عبر منصة مدرستي، وتتدارك ما قد يفوتهم، ويستفيدُ من إحدى قنوات التواصل الاجتماعي (اليوتيوب)، ليضعَ خلاصة جهده بين يدى تلامذته، في سلسلة من الشروحات الإضافيةِ، محاولاً ترسيخَ المعلومة ومتداركاً للفاقد التعليمي لدى الطلبة.
وهو بذلك أضحى أيقونةً للعمل التطوعيّ في الميدان التعليمي، يستحقُ منا الإشادةَ به في يوم التطوع العالمي، وكي يكون مثالاً يُحتذى به لبقية شموع العلم.. فرسان التعليم.
