تفاجأ أهالي بلدة أبو معن بمركز أم الساهك بمحافظة القطيف، نهاية الأسبوع الماضي، بإغلاق المركز الصحي، الذي افتتح في عام 1407هـ، بالمبنى القديم، ومطالبة المراجعين باللجوء إلى مركز صحي أم الساهك وحزمها، التي تبعد أكثر من 12 كيلو مترًا، وأوضحوا أن هذا الأمر يحملهم المزيد من الأعباء، خاصة أن غالبية المراجعين من كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.
توقف مشروع طب الأسرة
قال عضو المجلس المحلي سابقًا عبد المحسن القحطاني، إنه “في الوقت الذي نطالب فيه وزارة الصحة ببناء مركز صحي في بلدتنا أبو معن، تفاجأنا نهاية الأسبوع الماضي بإغلاق المركز الوحيد بالبلدة، ووضع ورقة تطلب من المراجعين التوجه لمركز صحي أم الساهك أو مركز “حزم”، الذي يبعد حوالي 15 كيلو مترًا عن بلدتنا”.
وأشار إلى أن وزارة الصحة تمتلك أرضًا لبناء مستشفى، مساحتها 10 آلاف متر مربع، وتقع في مخطط 11 / 32 أ، ومن الممكن الاستفادة منها في إقامة مركز صحي نموذجي.
ولفت إلى أنه في عام 1426هـ، تمت ترسية مشروع بناء تلك الأرض، التي تمتلكها الصحة، وجاءت مبادرة “طب الأسرة” آنذاك، إلا أن المشروع توقف بعد رفض المقاول الزيادة التي طرأت على النفقات، ولم يحدث تفاهم بعدها مع الصحة، وإلى الآن المشروع متوقف، ومن وقتها والمركز الصحي في مبنى مستأجر، ونطالب مسؤولي الصحة بالتدخل سريعًا وإكمال المشروع خدمة لأهالي بلدتنا.
نقص في العيادات والكوادر
وأضاف المواطن سعد آل سعد أنه يسكن في أبو معن وما يجاورها أكثر من 8 آلاف نسمة، و”طالبنا مرارًا وتكرارًا بزيادة عدد العيادات بالمركز المستأجر، ولكن على عكس ما نريد تفاجأنا بإغلاقه، بدون سابق إنذار أو معرفة الأسباب”، لافتًا إلى أنه “تم افتتاح المركز في عام 1407هـ، بالمبنى القديم، ثم نقل إلى المبنى المستأجر عام 1429هـ، وبقي على حاله، رغم كبر حجمه عن السابق إلا أنه لا يملك عيادات متنوعة، فوجود الطبيب العام هو صفة المبنى، رغم أننا طالبنا بعيادات أسنان، ونساء وولادة، وكان نقص الكادر الطبي فيه هو الشائع والصفة البارزة”.
تنقل “مرهق” للأطفال والأمهات
تساءل المواطن سعد القحطاني، عن الوضع في حال وقوع أمر طارئ، ولا توجد سيارة إسعاف، كما أن فئة الأطفال الصغار وحديثي الولادة بحاجة للتطعيم، وأشار إلى أن الأمهات كن يذهبن للمركز مشيًا على الأقدام إن دعت الحاجة، متابعًا: «بعد الإغلاق، ما هو الحل في ظل عدم وجود مواصلات لديهن، خصوصًا حينما يكون رب الأسرة بالعمل؟
أعداد متزايدة بحاجة لرعاية
أكد المواطن محمد العبد الله، رفض أهالي البلدة إغلاق المركز الصحي، في ظل جائحة كورونا، التي تتطلب وجود مركز صحي، مبينًا أن الصحة هي أمر مهم للإنسان، وقادتنا – حفظهم الله – يضعون الإنسان أولًا، ووزير الصحة يشدد دائمًا على إيصال الصحة لجميع المواطنين، مشيرًا إلى أن “أبو معن” يتواجد بها الكثير من كبار السن والأطفال، وهم أشد الناس حاجة للرعاية الصحية، والانتقال إلى مستشفيات تبعد 20 كيلو (صفوى)، أو 25 كيلو (مركزي القطيف) تعتبر مشكلة كبيرة، لذا نطالب المسؤولين بالنظر في عملية الإغلاق، وإعادة التفكير بإنشاء مركز كبير، فأعداد السكان تتزايد في البلدة، خاصة أن المخطط، الذي يقع شرق أبو معن كبير، والمنازل بدأت تستقبل أهلها، لذلك من الضروري توفير مركز صحي.
شكاوى متكررة دون استجابة
ولفت المواطن سعيد الفهد، إلى أهمية وجود مركز صحي في أبو معن، لأنها تقع بالقرب من طريق أبو حدرية الدولي، الذي يقع فيه الكثير من الحوادث المرورية، كما أن هناك ضرورة لبناء مركز متكامل “طب الأسرة” لتخفيف العناء عن الجميع، خاصة لمَنْ يتعرضون لحالات طارئة، منوهًا إلى وجود مركز للهلال الأحمر في البلدة لخدمة مصابي الحوادث، مشيرًا إلى وجود أرض تعود ملكيتها إلى وزارة الصحة وبمساحة كبيرة ويمكن استخدامها في بناء مستشفى نموذجي أو مركز صحي كبير يضم جميع العيادات، مؤكدًا أنهم طرقوا أبواب المسؤولين في الصحة كثيرًا وطيلة سنوات، ولكن للأسف لم تلب حاجة المواطنين، ليزيد الوضع سوءًا وهو قرار الإغلاق.
إصابات خطرة في المزارع
أشار المواطن عبد الله السعد، إلى أن أبو معن تتميز بتواجد المزارع حولها من جميع الجهات، وتشهد حرائق وإصابات خطرة ومتنوعة نتيجة عملهم بالحقول، وهو ما يؤكد أهمية وجود المركز لخدمة تلك الفئة الكادحة في المزارع.
خطة تطويرية لإيجاد البدائل
أوضح الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية والتواصل المؤسسي المتحدث الرسمي للتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية محمد مقيبل، ردًا على الاستفسار بخصوص إغلاق المركز الصحي بأبو معن، أن المبنى غير صالح لاستمرار العمل، ويشكل خطرًا على العاملين والمراجعين من الناحية الإنشائية، مؤكدًا العمل ضمن الخطة التطويرية للمنشآت لإيجاد مراكز صحية بديلة لتلك غير الصالحة لتقديم الخدمة بفعالية وتميز.