عشرة أمراض تتعرض لها في معارك الطريق!

يكفي منظر ازدحام السيارات في الشارع في ساعة الذروة صباحًا ليصيبني بارتفاع ضغط الدم والتعب مع أن مشواري أقصر من مشوار كثير من السائقين المتجهين لمقَاصدهم، بعد أربع سنوات من ترك العمل اليومي.

طرقت هذه الشوارع والطرقات صباحَ ومساءَ كلَّ يوم عمل لمدة تقارب الأربعين عاماً، إلا أنني كنت أحرص على التوجه للعمل باكراً، فلا يزعجني منظر السائق الذي يَفترع سيارةً فارهة، ويَلبس بِزَّة نظيفة، وفي يده كوب شاي وهو يملأ الفراغات بين السيارات الأخرى، فقط ليتمكن من الوقوف أول الصف، وأحياناً يقطع الضوء الأحمر أو يلتف عليه بما أمكن في حيلٍ لا يعرفها الشيطان بعد، وفي اللحظة التي يصل فيها الطريقَ السريع هو لا غيره، أو الطوفان!

دقائقُ معدودات هي الفارق بين المنظر الحضاري واللاحضاري، والفارق بين الحياة والموت، وإن لم يكن هذا أو ذاك فهي الفارق بين الصحة والتوتر النفسي، الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والتشنج العصبي، على الخصوص من عنده أمراضٌ يضاعفها هذا العامل النفسي ويُفاقمها إلى ما هو أسوأ.

لا توجد طريقة لاختصار الوقت إلا بحسب المعادلة الفيزيائية التالية: الزمن = المسافة / السرعة، وبما أن مقر عملك ثابت ووقت الدوام ثابت، فهذا يقتضي أن يكون المتغير الوحيد هو سرعة القيادة. ولأن السرعة القصوى تقريباً محدودة في جميع الطرقات، يبقى الزمن محدوداً بزحمة الطريق التي تمنعك من القيادة في حدودها القصوى.

فيبقى لك أحد خيارين، الأول: أن تأخذ من وقتك الخاص دقائقَ تكفيك لتفادي زحمة الطريق والوصول باكراً دون صداع والاستمتاع ببقية ساعات اليوم، أو الخيار الثاني وهو: أن تُفَعِّل كل حيل القيادة غير النظامية وتبدو سخيفاً بين الناس، ثم تصلي أن تصلَ بسلام، وتسترخي مدة طويلة قبل انتظام ساعات يومك، وتفعل ما فعلتَ في الصباح عند عودتك في المساء إلى دارك أيضاً!

عشرُ مخاطر تتعرض لها في تنقلك بهذه الطريقة إن لم تحاذر: ارتفاع السكر في الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وحالة من الاكتئاب، وازدياد التوتر النفسي، وانخفاض مستوى السعادة والرضا، وارتفاعٌ حاد مؤقت في ضغط الدم، وارتفاعٌ دائم في ضغط الدم بمرور الوقت، وانخفاض في لياقةِ القلب والأوعية الدموية، واعتلال النوم، وآلامٌ في الظهر.

فقط لأنك شاب ولأنها لا تظهر فجأة ربما لن تشعر بأعراض هذه الأمراض، لكن الإحصائيات والدراسات لا تكذب، فهل تستحق دقائق معدودات كل هذه المعاناة المحتملة؟ لا أظنها تستحق!


error: المحتوي محمي