عشقي قديحي وهواي مُضر. شعاري أحمله حتى الممات. القديح البلد الوادعة المتواضعة “التابعة لمحافظة القطيف على ضفاف مياه الخليج العربي شرق المملكة العربية السعودية” لها إنجازات متتالية متوالية ثقافية اجتماعية رياضية فردية وجماعية تحاكي بها كبريات المدن أتكلم هنا عن المجتمعية منها لا الفردية وباختصار في ثلاثة محاور:
(أولاً) في الثقافي: قبل أكثر من خمسين عاماً فُتحت أول مدرسة متوسطة فيها وفي السنة الثانية لافتتاحها أجرت وزارة التعليم مسابقات ثقافية بين المدارس. في منطقتنا دخلت هذه المدرسة الفتية من ضمنها ومع حداثة عهدها أحرز فريقها مركزاً متقدماً جداً “ما قبل الأخير في السباق” أما في السنة الثالثة بعد فوزها في تصفيات محافظة القطيف “حسب التسمية الإدارية الحالية” واصلت إلى أن حازت المركز الأول على المنطقة الشرقية بأكملها. وما هذا الإنجاز إلا لجهود ونشاط ثلة من الطلبة المتميزين المتفوقين الذين بقوا لسنوات طوال مثلاً أعلى يقتدي بهم من جاء بعدهم.
(ثانياً) في الاجتماعي: مرت القديح بأفراح وتعرضت لأتراح {فواجع} أبلى أهاليها بلاءً حسناً وتعاملاً فريداً متميزاً مع هذه المواقف كل وما يناسب حدثه. أثلج صدور من سمع عنها وأُعجب من شاهدها. تنسيقاً وتنظيماً تعجز منظمات كبرى أن تتقنه. وكان لمجلسها الأهلي الدور البارز في هذه النجاحات التي أثبت هو الآخر أنه خير ربان للوصول بالسفينة لبر الأمان وقد فعل. كما هو الحال في مهرجان الزواج الجماعي “في أولى سنواته”. ومأساة حريق خيمة أفراح النساء وما خلفه من ضحايا. والاعتداء الإرهابي الآثم على المصلين في مسجد الإمام علي عليه السلام الذي راح ضحيته عشرات الشهداء وهم في صلاتهم. تعامل الرجال والنساء الكبار والشباب مع هذه الأحداث. وأظهروا للجميع قدرة وبراعة ليس لها مثيل. من يطلع لا يسعه إلا أن يصفه بالإنجاز العظيم على المستوي المجتمعي.
(ثالثاً) في الرياضي: وهو أبرزها وأعمها، تعاقبت الأجيال الرياضية من أبناء هذا البلد حتى أصبح منهم رموز فردية عالمية وقيادية يشار إليها بالبنان. في المقابل عمت إنجازات الفريق المضراوي أرجاء المملكة وتعدتها للعالمية. فما كانت سهام شبابها تخطئ أهدافاً رسمتها حصدوا الفضيات والبرونزيات إلى أن توجوا بالذهبية وقد تعددت منهم في الموسم الواحد مرات في مختلف الألعاب تحت عناوين ومسميات رياضية. إنهم كواسر وأشبال وشباب مضر القديح. لايعرفون لغير طريق المنصات وجهة. مساء يوم السبت 12 ديسمبر 2020م أقامت إدارة النادي مشكورة حفل تكريم “مختصر بسبب الاحترازات الوقائية من وباء كورونا” لهؤلاء وفاء لما قدموا وأتحفوا به وطنهم ومحبي الرياضة في مختلف الألعاب. حضره الرؤساء السابقون للنادي وتم تكريمهم “التفاتة لها أبعادها الإيجابية” كما شارك في التكريم لفيف من الوجهاء والمحبين. وعلى أنغام تصفيق الحضور صعد الأقمار الأبطال أصحاب الإنجاز مدللي الصعاب منصة التتويج فتُوّجوا.
ألف شكر لكل لاعب وإداري وفني ومشرف في هذا الفريق. ومبروك لهم ولمحبيهم والمشجعين أجمع. من هنا علينا جميعاً كمجتع وأفراد ليس القديحيين فحسب بل كل المشاركين في المشاريع الاجتماعية والداعمين لأعمال الخير معنيون بأن يضعوا احتياجات هذا النادي المنجز في أولوياتهم يقفون إلى جانبه ويقدمون له ما يستطيعون. النادي هو البيت المثالي الذي يجتمع أولادنا وأحفادنا تحت مظلته حتى يواصلوا مسيرات من سبقهم.