
بنظرة سريعة على واقع الاقتصاد القطيفي، فستجده اقتصاد وظيفة وعمال، وأما التجارة فنسبته قليلة جداً مقارنة بما حوله من المدن المحيطة كالدمام والخبر، ولم تعد التجارة في القطيف ذات عائد مربح كما هي عليه تلك المدن التجارية الأخرى.
اتجاه القطيفي إلى الوظيفة واتجاه رأس المال القطيفي إلى العقار جعل الفراغ في الميزان التجاري والصناعي والزراعي يهوي إلى أقل مستوياته، بل أصبح المتجر الكبير بالقطيف هو بائع تجزئة للمورد الكبير، بالإضافة إلى غلاء الإيجار حتى في الأماكن النائية، يرفع من سعر البيع فيصبح الشراء من المصدر أوفر للمشتري.
هذا فضلاً عن غياب فن التعامل مع المشترين، خصوصاً بعض الأماكن الذين اعتمدوا كلياً على العمالة الوافدة وعدم قدرتها على تفهم حاجيات الناس والمواد المطلوبة.
افتتاح سوبرماركت أو مطعم أو بوفيه أو مورد مواد إنشاء وصيانة وغيرها يعد أمراً جيداً، لكن هذا لا يقيم كيان اقتصاد أكثر من مليون مواطن يعيشون في بقعة كبيرة دون أن يفكروا ملياً في كيفية بناء مجتمع قوي اقتصادياً بكفاءاته المتوفرة جداً والمتميزة إخلاصاً وخبرة ومهارة.
لذا أقترح عدة أمور:
الأول: إنشاء كيانات اقتصادية متعددة برأس مال قوي لاستيعاب حاجة السوق المحلية والوطنية وتوفير فرص عمل وافرة لتقليل نسب البطالة وتحريك عجلة السوق إلى الأمام، فالمراكز الصناعية والتجارية الكبيرة ستستوعب حاجة القطيف والمدن المحلية بتحدٍ خبروي وكفاءة عالية.
الثاني: أصحاب الخبرات والقدرات الفنية والمهنية المهمة يمكنهم البدء بتكوين مشاريع اقتصادية مهمة، وقد لاحظنا بعض المشاريع الناشئة لكنها ما زالت بطيئة جداً، ولذا التعجيل في إقامتها والعمل السريع في إيجادها مثل الصيدليات والاستشارات الطبية والمشاريع الصناعية كما لاحظنا بعض الشباب الناشئ بالتوجه لتصنيعها.
الثالث: إيجاد تطبيق جيد للمهن الفنية يشمل كل القطيف، ويمكنك التخير في نوع العمل الذي تحتاجه كالسباكة والكهرباء والنجارات والصيانات عامة.
الرابع: الاتجاه إلى إحلال العمالة الوطنية وتوفير كل مستلزمات نجاحها، فالعامل الوطني يمثل دورة اقتصادية ناجحة، فتوفر المال لديه يعطيه مجالاً لشراء مواد أوفر وتحريك اقتصاد البلد، بينما الوافدة سوف ترسل أموالها إلى الخارج، وإن اشترى شيئاً فهو مما يقوم به معيشته المتواضعة وهو أمر طبيعي.
الخامس: الاهتمام بالثروة السمكية وبالشجرة المثمرة والنخلة التي كانت رمزاً لهذه المنطقة وأصبحت شحيحة ضعيفة لا تقوى على منافسة الآخرين، فالاهتمام بالثمار سيعود بالنفع الكبير، ولعل بعض الأوقاف التي دب فيها الخلاف وأصبحت أشجارها ذابلة يابسة فمن الجيد إعادة الحياة إليها وبكل الطرق الشرعية الممكنة.
وأخيراً فمن الجيد أن تنتعش لغة الأفكار والاقتراحات والملتقيات الاقتصادية بالخصوص لأجل بناء مجتمع قوي اقتصادي، فالتحدي القادم هو الاقتصاد.