من البحاري.. الموت يغيب الحاج أحمد العبكري..  أحد الوجوه الاجتماعية والرياضية المعروفة

غيب الموت في أحد مستشفيات المنطقة الأربعاء 24 ربيع الآخر 1442هـ، الحاج أحمد صالح العبكري، من بلدة البحاري بمحافظة القطيف.

ويعد الفقيد من الوجوه الاجتماعية والرياضية المعروفة، وأحد المؤسيس لنادي الوحدة الرياضي بالبِحاري، ومؤسس مكتب جمعية القطيف في البحاري، وصاحب يد بيضاء على أبناء بلدته ومجتمعه.


لقاء سابق أجرته «القطيف اليوم» مع الفقيد:


«العبكري» من بائع بليلة في أزقّة البحاري.. إلى مدير بنك ومالك مؤسسة تجارية شهيرة

السيد حسن المرعي – القطيف اليوم

شخصية من الشخصياتِ الرياضية والاجتماعية التي عرفتهم قرية البحاري بمحافظة القطيف؛ عاشَ على حبِّ الخيرِ واحترامِ الناس في أنحاءِ الوطن وعاصرَ الحياةِ وقسوتِها؛ رجلٌ عِصاميٌ لم يعرفْ لليأسِ طريقًا بل سارَ إلى طريقِ النجاحِ وأشرقت سماءَ حياته بالخيرِ والبركةِ. منذُ طفولتهِ البريئةِ وهو يعملُ بالكدحِ ولم يهدأ عن العملِ ليل نهار من أجلِ لقمة العيشِ لكي يُسعد مَن حولهِ برغَدِ العيشِ الكريم؛ إنه الحاجُّ الوجيهِ أحمد بِن صالح بِن حسين العبكري

البداية
يقولُ العبكري: “منذُ طفولتي وأنا أعملُ في الأعمالِ الشاقةِ؛ وأنا على رأسِ الدراسةِ الابتدائية كنتُ أبيعُ البليلة في أزقةِ القريةِ والتي كانت تجهزها لي والِدتي – رحِمها الله – لكي اعتمد على نفسي”، ويتابع: “عندما تخرجتُ في مدرسة سلمان الفارسي الابتدائية بالقديح سنة 1382ِهـ، والتحقتُ بالمعهدِ التجاري بالدمام، وفي أيامِ الإجازةِ السنوية اشتغلتُ مع الكثيرِ من المقاولين في شركةِ أرامكو وحصلتُ على عروضٍ من أحدِ موظفي الشركة لكي أعملَ فيها ولكن حبي الشديد للكُرة جعلني أرفضُ جميعَ العروض ولستُ أنا الوحيدُ الذي رفضَ العمل في شركةِ أرامكو بل إن الكثيرَ من عشاقِ الرياضةِ في المحافظةِ كانَ رفضُهم للعملِ بسبب فترةُ العملِ لدى الشركة التي كانت تقاربُ اثنتي عشرةَ ساعة تقريبًا، وهذا بطبيعةِ الحالِ يمنعنا من مزاولةِ الكُرة والجميعُ يعلم أنّ دوامَ الشركةِ يبدأ من الصباحِ إلى أذانُ المغربِ فالعملُ فيها قد يحرِمنا من مزاولةِ الكرة وهي عشقنا الأول والأخير.

ويضيف: “بعدَ تخرجي في المعهدِ التجاري بالدمام عام 1387هـ، وحصولَي على الترتيبِ الحادي عشر على مستوى المملكة العربية السعودية؛ عملتُ في البنكِ الأهلي بوظِيفة رئيس العمليات، بعدَ ذلكَ بفترةٍ وجيزةٍ تمَّ ترشيحي لأكون مدير البنكِ وكانت البداية في مدينةِ الدمام لمدةِ سنتين وبعدَها انتقلتُ للعملِ في مدينةِ الخبر متنقلًا من فرع إلى آخر لمدةِ أربعةَ عشرَ عامًا، وآخرُ محطاتي هيَ القطيف عملتُ فيها لمدة عشرُ سنواتٍ كمديرٍ لفرعِ محافظة القطيف حتى سنُّ التقاعدِ، وكان مجموع سنواتُ الخدمةِ هو 26 عامًا.

التجارة
وقال: “منذُ نعومةُ أظفِاري وأنا أعملُ بكلِّ جدٍ واجتهادٍ وأنا على يقينٍ بأنَّ اللهَ – سبحانهُ وتَعالى – سوفَ يُحقق بعضًا مِن طموحاتِي وآمالِي في الحياة”ِ.

وتابع: “ومِن “صفريةِ البليلةِ” التي كانت تُعِدُّها لي والدتِي – رحِمها الله – عشِقتُ التّجارةَ وأصبحتُ مقاولَ بناٍء وأنا على رأسِ العملِ في البنكِ الأهلي التجاري، افتتحتُ مؤسسةَ مقاولاتٍ لبناءِ البيوتِ المسلّحةِ بالأسمنتِ والحديدِ، حيثُ غادرتُ إلى جمهوريةِ مِصرَ لاستجلابِ الأيادي العاملةِ من هناك وكانَ ذلكَ في عام 1396هِـ”.

أردف قائلًا: “أولُ منزلٌ قمتُ ببنائهِ هوَ منزلي في قريةِ البِحاري الذي يعدُّ من منازلِ الخيرِ والبركةِ عليَّ ومعظمُ أبنائي وبناتي ترَعرَعوا فيهِ وعاشُوا فيهِ ذكرياتٍ وحياةٍ كريمةٍ مليئة بالسعادة”ِ.

ويستطرد: “بعدَ سنُّ التقاعدِ من البنكِ أنشأتُ منزلي الحالي في حيِّ المجيديةِ وتركتُ منزلي في القريةِ لبناتي بعدما تزوجنَ ليسكُنَّ فيهِ”.

ويواصل: “في منتصفِ عمري دخلتُ في عالمِ التجارةِ معَ شريكٍ لي وهوَ زوجٌ إحدى بناتي، شابّ من خيرةِ الشبابِ الذين تعرفتُ بهِم وهو رجلُ الأعمالِ (منير حسن التاروتي) من سكانِ القطيف، حيث عمِلنا سويًا وأصبحَ لدينا شركةً باسمِ (شركة منير التاروتي للتجارة والمقاولات)، والحمدُ للهِ أنَّ الشركةَ قائمةً إلى يومِنا هذا”.

الرياضة
أحمد صالح العبكري هو أحد رواد الرياضةِ في قريةِ البِحاري ومحافظةِ القطيف وأحدُ اللاعبين القدمَى وأحدُ المؤسسين للنادي.

يقولُ العبكري: “مثلتُ فريقَ الوحدةِ الرياضِي بقريةِ البِحاري في سنٍّ صغيرٍ جدًا من عُمري وبعدها لعِبتُ معَ الفريقِ فئةُ الكبارِ في مركزِ قلبِ دفاعٍ وخُضنا مبارياتٍ كثيرةٍ وحقّقنا إنجازاتٍ وفوزٍ على كثيرٍ من الأنديةِ المحليةِ بمحافظةِ القطيف وخارِجها مثلُ نادي الفتحِ بالأحساءِ الذي يلعبُ ضمنَ فِرق الدورِي السّعودِي”.

ويضيفُ العبكري بقولهِ: “عشقتُ الرياضةَ وأنا صغيرٌ ومنَ المتابعين للدوري السّعودي لكرةِ القدمِ ومن عشاقِ منتخب بلادي ومازلتُ أتابعُ وبكلِّ شغفٍ بطولةُ كأسُ الخليجِ العربي، ومِن مشجعي نادي الأهلي بجدة وكذلكَ نادي الاتفاقِ بالدمامِ والقادسيةِ من الخبرِ”.

ويستطرد: “وبعدَ مشوار طويل وحافل بالنجاحِ قررتُ اعتزالَ الكرةِ لكي أتفرغُ لإدارةِ النادي بعدَ ترشيحي من قِبلِ الرياضيين في البِحاري وأصبحتُ رئيسًا للنادي ودعمتُ النادي بالدعمِ الفِكري والمَعنوي والمَادي لعدةِ سنواتٍ وكانَ الهاجسُ الأكبرَ لي هوَ تسجيلُ نادي الوحدةِ بالبِحاري من ضمنِ مكتب رعايةِ الشبابِ وقمنا أنا والمرحوم مهدي آل محيمد أبو ممدوح – رحِمهُ الله – والمرحوم أحمد المهدي – رحِمه الله -، وعبدالله حسن عفيريت، ومبارك الميلاد قُمنا بصياغةِ وهيكلةِ الفريقِ وأصبحَ لنا مقر خاص وهوَ مبنى مغسلةِ البِحاري حاليًا وبعدها انتقلنا إلى مقرٍّ آخر في القريةِ وأصبحنا على أبوابِ التسجيلِ ضِمنَ رعاية الشبابِ وكلُّ الفرصِ كانت متاحةً لنا، ولكِن عدمَ التكاتفِ من البعضِ وقلةِ عدد سكانُ القريةِ في ذلكَ الوقتِ حيث كانوا قليلين جدًا والبعضُ منَّا كان متخوفًا من المسؤوليةِ فأصبحَ نادينا مظلومًا من بينِ فرقِ المنطقةِ لأن نادي الوحدةِ أو نادي البِحاري يزخرُ بالمواهبِ الكثيرةِ في شتى الألعابِ ومنها كرةُ القدمِ واليدِ والسلةِ والطائرةِ ولعبة تنس الطاولةِ وسباقِ الجري والكثيرِ من الألعابِ المختلفة”ِ.

ويذكرُ لنا العبكري أنَّ نادي الوحدةِ بالبِحاري منذُ بداية تأسيسه إلى يومِنا هذا قد مرَّ عليهِ عدةَ رؤساءٍ من الأهالي ومن ضمنِهم المرحوم أحمد المهدي ومن بعدهِ عبدالله حسن عفريت صقر ومن بعدهِ أصبحتُ أنا رئيسُ النادي ثمَّ أتى من بعدي مبارك الميلاد والذي يحمل الكثيرُ من الآمالِ والطموحِ والنجاحِ لأبناءِ بلدهِ، فهو رجلٌ شُعلةٌ منَ النشاطِ والحيويةِ إلى يومِنا هذا.

وأوضح أن فريقُ الوحدةِ من الفرقِ القويةِ في محافظةِ القطيف حيث نافسَ فِرقًا كثيرةً مثل نادي الخويلدية ونادي الهداية بالجش ونادي التوبي ونادي الأزهر بالحلة ونادي الملاحة، ويعتبر نادي الوحدةِ بالبِحاري والذي يعملُ تحتَ إشرافِ لجنةِ الشوؤنِ المحليةِ بمحافظةِ القطيف هو النادي الأقوى من بينِ فرقِ المنطقةِ.

محطات
عمل العبكري مديرًا في البنكِ الأهلي التجاري فرع محافظةِ القطيف، ومؤسسُ نادي الوحدةِ الرياضي بالبِحاري، ومؤسسُ مكتب جمعيةُ القطيفِ في قريِة البِحاري، وكابتِن فريقِ الوحدةِ الرياضي، ورئيسُ نادي الوحدةِ الرياضي، وافتتحَ منزلهِ لاستقبالِ ضيوف النادي من خارجِ المحافظةِ، وإقامةِ الحفلاتِ الرياضيةِ فيه، ومديرٌ عام شركةِ منير التاروتي للتجارةِ والمقاولات.

وقفات
س: من هو أفضلُ لاعبُ كرةِ قدمٍ في نادي الوحدةِ الرياضي بالبِحاري في ذلك الوقت؟
ج: هناكَ لاعبون كثيرون تزخر بهِم قريةُ البِحاري ومن بينهِم اللاعبُ الموهوبِ الكابتن مبارك كاظم الميلاد لاعبٌ متميزٌ في الفريقِ ويحملُ موهبةً كرويةً كبيرةً على مستوى المملكة العربية السّعودية، فهو لاعبٌ يمتلكُ المهارةِ العاليةِ والأخلاقِ الطيبةِ.. وأتذكرُ جيدًا أنه لا توجد مباراةً يلعبَها إلا ويخرجُ من الملعبِ مصابًا ولا يستطيع مواصلةَ المباراةِ فنحملهُ على الأكتافِ إلى خارجِ الملعبِ، الكلُّ توقعَ لهذا اللاعب مستقبلًا مشرقًا يلمعُ في سماءِ الكرةِ السعوديةِ ولكن الإصابة للأسفِ حرمتهُ من مواصلةِ مشوارهِ الرياضي.

س: هل تذكر شخصيةُ رياضيةِ بارزةِ في قريةِ البِحاري؟
ج: بلا شكٍّ هو قائدُ الحركةِ الرياضيةِ في القريةِ الحاجُّ عبدالله حسن عفيريت صقر ولا ينكر أحدٌ أفضالَ هذا الرجلُ الذي احتضنَ الرياضةِ والرياضيين في القريةِ وفي محافظةِ القطيفِ واستقطبَ الإنجليز لخوضِ مبارياتٍ معهم بالإضافةِ إلى المعسكراتِ والحفلاتِ الرياضيةِ، رجلٌ بألفِ رجلْ أتمنى لهُ الخير والسعادة.

س: لماذا تركتَ رئاسةَ النادي؟
ج: تركتُ رئاسةَ النادي لأسبابٍ كثيرةٍ، تحملتُ الكثيرَ من الهمومِ والمشاكلِ في داخلِ قلبي ومنها العجزِ المادي للنادي أصبحتُ أنفقُ من جيبي الخاصِ لكي أسُدُّ العجزِ المادي من حيثِ لا أحد يعلمُ لسنواتٍ طويلةٍ والسببُ الثاني هو انشغالي في البنكِ والمؤسسةِ الخاصةِ بي وهي المقاولاتُ العامةِ التي أديرها وشؤون الأسرةِ ومتطلباتهِم وهذا ما جعلَني أنقطعُ عن إدارةِ النادي.

س: ماذا يعني لكَ رجلُ الأعمالِ منير التاروتي؟
ج: منير التاروتي زوجُ ابنتي وقبلَ أن يكونَ زوجًا لابنتي فهو أحدُ أبنائي تعرفتُ عليهِ وهو في سنٍّ صغيرٍ عن طريقِ أحد تجارُ المنطقةِ بالقطيف، شابٌّ طموحٌ ويمتلكُ ذكاءً خارقًا وصاحبُ فكرٍ تجاري، استفدتُ منهُ كثيرًا وأعتمدُ عليهِ في إدارةِ شؤونِ شركتنا فهوَ مديرُ مجلس الإدارةِ وحملَ عني أعباءَ الشركةِ بكلِّ صدقٍ وأمانة.

س: وردة لمن تهديها؟
ج: أهديها إلى كلِّ عزيزٍ وغال على قلبي وإلى رجالِ القريةِ الأوفياءِ، وخصَّ بالذكرِ لجنةُ شؤونِ الموتى في القريةِ
لماذا؛ لأنهم جنودُ اللهِ في أرضهِ تحمّلوا التعبَ والمشقةَ لسنواتٍ طويلةٍ في دفنِ الموتى بالإضافةِ إلى قيامهِم بعمليةِ التسجينِ وتنظيفِ المقبرةِ وردمِها حينَ نزولَ الأمطارِ كلُّ هذا من أجلِ حبهم الشديدِ لبلدهِم ومن دونِ أي مقابلٍ مادي ومن خلالِ هذا اللقاءُ الطيبِ أتقدمُ لهم بالشكرِ والثناءِ الجميلِ لما يقومون بهِ من عملٍ خيري انتفعت بهِ البلاد والعباد.

س: هل لديك كلمةٌ أخيرة توجهها؟
ج: نعم لديَّ كلمةٌ وأوجهها إلى شبابِ القريةِ ورجالٍها المُخلصين بأن يهتموا بقريتهِم العزيزةِ بما فيه خيرٌ وصلاحٌ لها وإلى أبناءِ القريةِ، وأتمنى من الآباءِ أن يُعطوا فلذاتَ قلوبِهم قليلًا من الاهتمامِ والرعايةِ لكي تُزهرُ بهِمُ البلادِ ويكونوا نافعين لدينهِم ووطنهِم.

وفي الختامِ أتمنى إلى هذهِ البلادِ مزيدًا من التقدمِ والازدهار ِفي ظلِّ قيادتِها الحكيمةِ – إن شاء الله.


من هو
– الحاجُّ الوجيهِ أحمد بِن صالح بِن حسين العبكري.
– الميلاد: قرية البِحاري سنة 1367هـ.
– والدتهِ: هي الحاجةُ سلمى بنت صالح العبكري.
– زوجته: دربهِ الحاجة نعيمة بِنت الحاج مكي محمد آل حماد.

الأبناء:
– حسين، متزوج وخِريج جامعة الملك سعود بالرياض، ويعمل مدرسًا في مدرسة سيهات المتوسطة.
– صالح، متزوج وخِريج جامعة الشارقة في دولةِ الإمارات، ويعمل في بنكِ الأول بالعاصمةِ الرياض.
– علي، متزوج وخِريج جامعة البترول والمعادن، ويعمل في البنكِ العقاري في منطقةِ الجوف.
– يوسف، متزوج وخِريج الثانوية العامة وأيضًا خِريج برنامج شركة أرامكو ويعمل فيها.
– محمد طالب في جامعةِ البترول والمعادن

البنات
– أفراح، أم علي، خِريجة الثانويةِ العامة.
– هناء، أم نور، خِريجة الثانويةِ العامة.
– هنادي، أم هاشم، خِريحة جامعة الدمام حاصلة على درجة البكالوريوس.
– هيفاء، أم عبدالله، خِريجة جامعة الدمام حاصلة على درجة البكالوريوس.
– رنا، أم مريم، خِريحة جامعة الدمام حاصلة على درجة البكالوريوس.
– زينب، أم محمد، خِريجة جامعة الدمام حاصلة على درجة البكالوريوس.


error: المحتوي محمي