إنارة قلعة تاروت التاريخية

تعتبر قلعة تاروت الواقعة في قلب جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، من أقدم القلاع في المملكة العربية السعودية، حيث يرجع تاريخها إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد، وتعد من أجمل الآثار التي يقصدها الناس من مختلف الجنسيات.

مر بهذه القلعة الشامخة الكثير والعديد من الأحداث التاريخية في مختلف العصور، وهي من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في تلك العصور، وكانت إحدى النقاط الدفاعية البرتغالية في الخليج العربي إبان احتلالهم للمنطقة بحسب ما ذكره باحثون أثريون.

في 15 سبتمبر، 2013م، أكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبد اللطيف البنيان، البدء في إعادة ترميم قلعة تاروت قبل نهاية هذا العام، مشيراً إلى أن عملية الترميم والتطوير ستشمل قلعة تاروت الأثرية، وعين العودة الأثرية، إضافة إلى التنقيب عن الآثار الموجودة تحت الأرض، التي قد تكون مهمة جداً وذلك لما يملك موقع قلعة تاروت من أهمية كبيرة وعمق تاريخي، متضمنةً مشروع التنقيب وإعادة تأهيل قلعة جزيرة تاروت وربط مرفأ دارين بقلعة تاروت والبلدة القديمة من خلال مسار سياحي تراثي، بحسب ما ذكره باحثون أثريون على موقع “ويكيميديا”، لكن هذا التأكيد لم يره أهالي جزيرة تاروت على أرض الواقع إلى يومنا هذا!!

الأهالي في جزيرة تاروت وباحثون أثريون حذروا من انهيار القلعة التاريخية إذا لم يتم التدخل السريع من وزارة السياحة والتراث الوطني لإنقاذها من الانهيار، والمحافظة على تاريخ عمره امتد لآلاف السنين، وذلك بعد ظهور الكثير من التشققات العميقة في جدرانها، وأصبحت أجزاء من تلك الجدران آيلة للسقوط في أي وقت نتيجة عدم الصيانة وعوامل التعرية التي واجهتها، وطالب الأهالي بالتحرك الفوري لترميمها وحمايتها من السقوط.

مجلس الشورى ومن خلال جلسته العادية الخامسة من السنة الأولى للدورة الثامنة التي عقدت قبل أيام، عبر الاتصال المرئي برئاسة معالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، الذي طالب فيه هيئة تطوير المنطقة الشرقية بتعزيز دورها في مبادرات إعادة تأهيل الأحياء العمرانية القديمة منها والتاريخية في جميع مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، بما فيها قلعة تاروت التاريخية، بحسب ما جاء على موقع «القطيف اليوم».

نعم إنها خطوة رائعة وجميلة قد أبرزت جمال القلعة التاريخية في جزيرة تاروت ليلاً، عندما قامت بلدية محافظة القطيف بإنارة القلعة وتزيين محيطها، وقدم فيها الأهالي شكرهم لرئيس بلدية محافظة القطيف ومثله لرئيس بلدية تاروت على تلك الجهود الجبارة التي ساهمت في بروز جمال القلعة الشامخة في جزيرة تاروت.

ختاماً، إن المرضى الذين يئنون في طوارئ المستشفيات من شدة الآلام لا يهمهم تلميع المكان وتزيينه بالرغم من أهميته، لكن الذي يهمهم هو التدخل السريع من الطاقم الطبي لإنقاذ حياتهم، وهذا هو حال قلعة تاروت التاريخية التي تحتاج إلى عملية إنقاذ سريعة وعاجلة من وزارة السياحة والتراث الوطني قبل أن تنهار ويخسر الوطن معلماً أثرياً وتاريخياً عمره امتد لآلاف السنين، لكي لا يتكرر الخطأ مثلما حصل مع قلعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الفيحاني في جزيرة دارين، عندما أهملت وتركت بلا ترميم إلى أن عانقت التراب.


error: المحتوي محمي