
استوقفت ثلاث لوحات لقرود مستوحاة من قصة القرود الحكيمة “لا أقول شرًا، لا أرى شرًا، ولا أسمع شرًا”؛ زوار مهرجان يوم التطوع السعودي والعالمي، الذي أُقيم يومي الجمعة والسبت 4-5 ديسمبر 2020م، بتنظيم جمعية الجارودية الخيرية، في الساحة المقابلة لمجلس علي الأكبر.
وتحدث الفنان التشكيلي والصحفي حسين سعيد السادة الذي أبدع في عمل هذه اللوحات وما ضمنها من معانٍ ورسائل لأفراد المجتمع، قائلًا: “في زماننا هذا الحكماء ممنوعون من قول الخير وسماعه ورؤيته، لذلك استبدلت أياديهم بخطوط حمراء ترمز إلى منعهم من قِبل قوى خارجية، واستخدمت الطرف الحاد من المسامير لأرمز إلى المعاناة كذلك، والألوان المستعملة هي الأبيض والأحمر”، منوهًا إلى أنه إذا أراد تظليل منطقة أكثر للفت الانتباه يستخدم عدد مسامير أكثر في تلك المنطقة.
وتابع: “استغرقت في إنجاز اللوحة ما يُقارب ثلاثة أسابيع، حيث تتكون كل لوحة منهم مما يُقارب 20 ألف مسمار”، لافتًا إلى أن جميع لوحاته مكلفة وقد تتجاوز الآلاف.
وتحدث التشكيلي السادة، المنحدر من مدينة صفوى، لـ«القطيف اليوم»، عن جانب من مسيرته الفنية، قائلًا: “عند بلوغي التاسعة عشر من عمري بزغت موهبتي الفنية، وكنت حينها خارج المملكة، واعتمدت بفني على استخدام الأدوات الصغيرة كالخرز والدبابيس وورق الملاحظات الصغيرة والمسامير، لصنع لوحات واقعية، وكذلك ملء الفراغات بالألوان، حيث تتطلب كل لوحة ما بين 10 و70 ألف قطعة ليتم صُنعها.
وأضاف: “بالنسبة للمسامير فقد استخدمت في إحدى لوحاتي 27 ألف قطعة مسمار، وبعضها أكثر من 70 ألف قطعة”، مشيرًا إلى أن لوحاته مستوحاة من الخيال وبعضها لشخصيات حقيقية سواء كانت بالطلب أو أحب هو عملها، مثل لوحة لشهيد القرآن أحمد الهاني، لافتًا إلى إنجاز الكثير من اللوحات ومشاركته بمعارض كثيرة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار “السادة” إلى لوحة الطفلة التي صنعها بالفقاقيع قائلًا: “هذه اللوحة لابنة أخي ومكونة من 13 ألف فُقاعة، حقنت من خلالها ألوان الأكريلك في جيوب الفقاعات للفافة التغليف، واستعملت أكثر من 52 لونًا لصنعها، منوهًا إلى أنه احتاج إلى شهر ونصف الشهر لحقن هذه الفقاعات، وشهر ونصف آخر ليجف الطلاء بداخل الفقاعات.
وكان لدولة فلسطين بصمته الخاصة في لوحاته، فقد قام بعمل لوحة “مسجد الصخرة” بفلسطين، وهي عبارة عن لوحة تتكون من 55640 دبوسًا لمسجد الصخرة، واستغرق صنعها أكثر من 240 ساعة لإنهائها، إضافةً إلى لوحة “عائدون” لامرأة فلسطينية تحمل مفتاح منزلها، وتتكون اللوحة من 27400 دبوس واستغرق عملها أكثر من 120 ساعة.
وواصل: “كما قمت بعمل لوحة لليونيل ميسي، أحد أفضل لاعبي كرة القدم، واستعملت 5400 كوب من القهوة، وكذلك أنجزت مجسمًا خلال أربعة أشهر، مصنوع من الخيوط المتقاطعة والألياف الزجاجية 2000 خيط، وضعت بعناية لتأخذ شكل وجه مبتسم”، معلقًا: “البسمة في وجه أخيك صدقة فابتسم”.
وبين أن سبب مشاركته في مهرجان يوم التطوع السعودي والعالمي تعزيز انتمائه للوطن واستثمار طاقته ووقته بما يعود على المجتمع بالخير والفائدة وإنجاز المزيد من النجاح في العمل، إضافةً إلى اكتساب مهارات التواصل مع الناس والتعرف على الطاقات المبدعة والمعطاءة وخلق فرص التعاون.
وأوضح أن كونه فنانًا تشكيليًا يجعله يسعى لترك بصمته الخاصة في هذا المجال وأن تكون أعماله الفنية ذات منفعة ورسالة هادفة للمجتمع، إضافة إلى أن الصحافة وارتباطها بالفن لديه وسعت آفاقه الثقافية والعلمية والاجتماعية، وساعدته كثيرًا في إنتاج أعمال قيمة.
وقدم “السادة” شكره وتقديره لأهله، خاصةً والده الذي سانده ودعمه ماديًا ومعنويًا في كل لوحة قام بصنعها.