لِمَ لا تهيمُ بزوجةٍ أعطاكَها
رَبٌّ لتشعُرَ بالسَّعادةِ و الهَنا
قد أكملتكَ و أنتَ نصْفٌ مثلما
أكملتَها و أتى الكتابُ مُبَيّنا
فهي الّلحافُ إذا اشتملتَ بها لُقىً
و بدونِها ما كُنتَ تُدرِكُ مسكنا
تطهو طعامَكَ دُونَ أيّ تبَرُّمٍ
غسلت ثيابَكَ كي تكونَ الأزينا
قد أسعدتكَ هُناكَ في ذُريَّةٍ
منها سيبقى ذِكرُ إسمِكَ أزمُنا
وهَبتكَ حُبَّاً مُفعماً بمودّةٍ
مِن نفسِها قد مكّنتكَ تمكُّنا
يحلو لَكَ العيشُ الهني ءُ بقُربِها
فتحُسُّ أنَّكَ قد وصلتَ إلى المُنى
هي خيرُ أنعُمِ بارئٍ يحبوكَها
رَبُّ العِبادِ فكُن إليها مُحسِنا
و ارفُقْ بها دَوماً و راقِبْ ضعفَها
و اجعل لها في ذاتِ نفسِكَ مَوطِنا
و تجنَّبِ التّقريعَ دُونَ مُبَرِّرٍ
و تجنَّبِ التّرويعَ مهما أمكنا
فهي الأمانةُ في حِبالكَ أصبحت
و لها بقُربِكَ أن تُصانَ و تأمَنا
فلتَلقَ مِنكَ الُّلطفَ إن عاشرتَها
و لتلقَ مِنكَ جميلَ قَولٍ ليِّنا
فعسى يدومُ الحُبُّ بينكما و لا
يرمي الزَّمانُ عليكَ أمراً مُحزِنا
و ارفع يديكَ إلى المُهيمِنِ شاكراً
و اهتف أيا رَبَّ الورى أسعدتنا
زوّجتني غيداءَ مِن لُطفٍ ألا
فامنُن بإبقاءِ المودّةِ بيننا
و اكتُب ليَ التّوفيقَ في إسعادِها
فلأنتَ مَن ألَّفتَ بينَ قُلوبِنا