ذكرت الاختصاصية النفسية فايزة العلق أن القلق في مرحلة الجائحة يعتبر أمرًا طبيعيًا فهو ردة فعل بشرية طبيعية تجاه الشعور بالخطر، معتبرةً أنه مفيد إلى حد ما إذ يساعد الشخص على التيقّظ واتخاذ الإجراءات الضرورية، كما أن التعامل مع ردود الأفعال الناتجه عن التوتر والقلق والاكتئاب بالأساليب الصحية يؤدي إلى تحسين الصحة والرفاهية والارتقاء بنوعية الحياة.
جاء ذلك في فعالية “الصحة النفسية في ظل الجائحة” التي نظمها قسم الصحة النفسية بمستشفى القطيف المركزي بمشاركة برنامج الطب المنزلي وقسم الخدمة الاجتماعية بالمستشفى، يوم الاثنين ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٢هـ، بالبهو الخاص بالمستشفى.
ودشن الفعالية مدير الخدمات الطبية بمستشفى القطيف المركزي الدكتور حسن الفرج، واستهدفت المراجعين والزوار ومنسوبي ومنسوبات المستشفى، بهدف التعريف ونشر الوعي النفسي بضرورة التعايش والتأقلم مع التوتر والقلق في ظل ظروف الجائحة وتفادي الأثر السلبي لها.
وشملت الفعالية عدة أركان للأقسام المشاركة حيث عرض فيها الدور المناط بقسمي الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية، وبرنامج الطب المنزلي خلال الجائحة والذي مازال مستمرًا إلى أن تنتهي لتعزيز ذلك، من خلال الحوار المباشر مع زوار الفعالية، أو توزيع النشرات التوعوية وتقديم الاستشارات من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين.
وأكدت مشرفة الفعالية الاختصاصية النفسية العلق لـ«القطيف اليوم» أن الحصول على الاستقرار النفسي بنسبة ١٠٠٪ في ظل الجائحة أمر غير ممكن، فالإحساس بمشاعر الخوف والقلق أمر طبيعي، كما أنه يُعد أيجابيًا من أجل الأخذ بالإجراءات الاحترازية، لتنجب الإصابة، ويمكن تخفيف ذلك بالاعتراف بالإصابة بالقلق والتوتر، وإرسال رسائل إيجابية للذات، مع تصحيح الأفكار الخاطئة من المصادر الموثوقة، وتدعيم الثقة بالنفس التي تشعر الشخص بالأمان النفسي.
وأشارت العلق إلى أن قسم الصحة النفسية شهد استقبال حالات كثيرة تعاني من الخوف الذي يصل إلى الهلع من الإصابة بالفيروس، نتيجة لإصابة أحد أفراد العائلة أو المحيط الاجتماعي، وزادت عند المرضى الذين يعانون من القلق والتوتر نتيجة لبعض الأمراض النفسية مثل؛ الهوس، والاكتئاب والوسواس القهري، موضحةً أن علاجها يكون بخطة علاجية بعد دراسة الحالة ويقوم بها كل من الاختصاصي النفسي والطبيب النفسي معًا، بناء على المرحلة العمرية والتشخيص للحالة.
وأرجعت السبب وراء القلق والتوتر الشديد إلى متابعة معلومات غير صحيحة على قنوات التواصل أو الجهات الإعلامية، داعيةً إلى أخذ المعلومات الصحيحة من مصادرها الحقيقية كوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى إيقاف الإشعارات التي تبعث رسائل سلبية، والابتعاد عن المحيط الاجتماعي السلبي.
ودعت العلق للانتباه إلى الدور السلبي أو الإيجابي الذي يقدمه الأهل إلى أطفالهم مع عودتهم التدريجية للحياة، مؤكدة على ضرورة توعية الأطفال بشكل وسطي يناسب مراحلهم العمرية بأسلوب الترغيب وليس التخويف.
من جانبها، تحدثت اختصاصية العلاج الطبيعي في برنامج الطب المنزلي مريم الخاطر لـ«القطيف اليوم» عن الدور الذي قدمه البرنامج في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للمستفيدين من البرنامج منذ بداية الجائحة، حيث تم التواصل المباشر المرئي مع المستفيدين، مع تنظيم الزيارات إلى الحالات التي تستدعي رعاية خاصة، بما يضمن السلامة للمرضى والكوادر الصحية.
وبينت الخاطر أن الكوادر في البرنامج أولت تقديم الرعاية النفسية للمستفيدين في ظل الجائحة، عبر المتابعة والتأكيد على التدريب على التمارين الرياضية، وتمارين التنفس، للمرضى والمرافقين لهم، مع أهمية تناول الأطعمة الصحية، والتواصل مع الأهل والمقربين بشكل دوري والاطمئنان على صحتهم حتى لو كان ذلك بالاتصال بالهاتف أو بالتواصل المرئي.
من جانبها، تطرقت الاختصاصية الاجتماعية في قسم الخدمات الاجتماعية ذكريات المختار إلى الدعم الاجتماعي المقدم من القسم للمرضى في ظل الجائحة والذي بدوره يعزز الجانب النفسي كذلك، والذي يأتي بعد دراسة البيئة الاجتماعية للحالات، وتقديم الدعم المعنوي والاجتماعي لهم خلال الحجر مع تهيئة البيئة التي يعيش فيها المريض لو استدعى ذلك.
من جانبه، ثمن مدير الخدمات الطبية بالمستشفى الدكتور حسن الفرج الدور المبذول من الأقسام المشاركة في الفعالية وتقديمهم الدعم النفسي القوي في العلاج والمتابعة والتحفيز، لتخفيف العبء على المصابين وأهاليهم، والذي بدأ مع أول حالات الإصابة بالفيروس خلال الجائحة ويستمر إلى أن تنتهي، مقدمًا شكره لهم على جهودهم المبذولة في تنظيم الفعالية ورفع الوعي النفسي والصحي للجميع.