في هذه الحياة إن أسوأ ما قد يُصيب الإنسان تجاه من حوله، هو أن يراه البعض بتقديرهم، وأن يفسروا حاله بأحاسيسهم، وأن يقرأوا تعابيره بسوء ظنونهم!
يبحثون عن ما يكرهون فيه، يغتالون براءةَ موقفه، يُحطمون أدواتَ أحلامه، ويسلبون منه روعة بنات أفكاره، يتصيدون بمكرٍ لِزلات أفعاله، يُحاكمونه ظلمًا بلا دليل إدانة، يُسقِطونه من منارةِ علمه؛ لأنهم فقط لم يفهموا مقاصده، ولم يستوعبوا فهم إدراكه، ولم يحملوه على محامل الخير والإحسان!
بلا سؤالٍ عن الحال ولا تفقه، يتكلمون بثقةٍ عمياء، ويؤكدون أقوالهم بتعجرف، وكأن السماء توحي لهم، والأرض تنطوي لإرادتهم.
حينما نعجز أن نَحمل أنفسنا وأخوتنا بمحاملِ الخير والإحسان، فلن يبقى لنا حينها لا حبيبٌ ولا صديقٌ ولا قريب!
إن التعامل في الحياة ما هو إلا فن، أنت الفنان فيه، والحياة هي لوحتك ،والفطرةُ السليمة هي أساسك، أقدارنا ترتبط فيها بدقة، بما نفكر ونخطُ ونرسم، فأحسن التصرف رجاءً مع لوحتك، لأنه لكل شيءٍ قدر يترتبُ عليه، ونتائجٌ تُحصدُ من خلاله!
لا ترسم السحاب فوق شمس الأمل، وتبكي بعدها: لما حياتي كئيبةٌ مظلمة؟ لا توشحها بالسواد وتولولُ بعدها كالطفل لما أنا بائس؟ لما أنا بلا حظ؟!
لعلم وافهم أن كل شيءٍ يبدأ منك وينتهي إليك، لذا اجعل وجودك في الحياة كالوردة في البستان تزيده جمالاً ونعومة!