معوقات الإبداع

ليس بأيدينا تغيير ما مضى من حياتنا إلا أن الحاضر والتركيز عليه يجعلان من المستقبل أفضل حالا وإن اتباع ميولك أمر جيد ولكن الأجود أن يرتبط هذا بعدة  أهداف واقعية ومجدية.

والتركيز يكسبك ربحًا ونجاحًا فيما بعد وإن كنت مصرًا على أن تتقدم في المجالات التي تعمل بها مهما كان هذا المجال فعليك الموازنة بين العمل والحياة، فهناك بعض الأمور يجب عدم النظر إليها لأن التركيز على الأشياء السالبة سيذهب بالوقت والجهد والنوم وكل طاقاتك الإبداعية التي من الممكن أن تسخرها لبناء أفكارك الناجحة سيذهب بها أدراج الرياح. ومن المفترض على كل شخص أن يضع نصب عينيه أهدافًا قصيرة الأمد وأهدافًا طويلة الأمد لتحقيقها ويسعى لإنجازها على أكمل وجه ولكن النتيجة قد تكون عكسية ولا يستطيع القيام بأي من هذه الأهداف وهناك أسباب تعترض عامل النجاح والتقدم والوصول إلى المنشود لا شك.

إن معرفة المشكلة هي بمثابة  الخطوة الأولى لحلها. ولا تشعر بالإحباط بل أقدم  على تخطي المعوقات ثم اجتهد في عملك لتتجاوزها.

ومن الممكن كذلك تعزيز قيمة الوقت حتى لو كان في بيئة عمل ذات حساسية، والتي تكثر فيها المعلومات المشوشة ذات الطابع الضبابي ولا يتوفر بها الارتياح النفسي على العكس تمامًا لو كان هناك اتصالات مفتوحة وعمل تعاوني متواصل وخلق مناخ إيجابي تحيطه الألفة والتآخي بين من يعملون في إطار وحدة عمل مشتركة. فهو أحد العوامل التي تدفع برفع المعنويات نحو التألق المستمر. وكذلك السعي للابتعاد عن كل ما ينال من حماسك وعزيمتك ما أمكن مثل القلق والخوف والتعثر والفشل وهذه من أهم معوقات التقدم حيث يتوقّع الفرد الإخفاق وبالتالي يفقد الإرادة ويتحول لشخص متقاعس غير قادر على إنجاز أسهل المهام البسيطة  متناسيًا أن الإخفاق هو أساس النجاح وعلى الإنسان الإقدام والمحاولة بشكل متوال لكي يصل إلى الهدف المراد تحقيقه بل يجب أن نضع نصب أعيننا دومًا أنّ الفشل هو هزيمة مؤقتة تخلق فرصًا أكبر للتحليق في عالم الإبداع. وإذا ذهبت الثقة بالنفس ذهب معها الكثير من مقومات النجاح لذلك من أهم عوامل تحسين الفرص والرقي  بمستوياتنا إلى درجة عالية متقدمة من الازدهار والرفعة هي الثقة بالنفس لأنها تساعد على وضع أهداف واضحة تمكن الشخص من النظر إلى الصورة العامة بشكل أكثر دقة وصوابًا لذلك من الضروري وضع أهداف واضحة المعالم وجلية، والتخطيط بشكل سليم للوصول إليها وهذا لن يكون متاحًا إلا عندما يتوافر عامل الثقة بالنفس لدى الإنسان كما هو مطلوب وكذلك التقليل بقدر المستطاع من الاعتماد على الآخرين والتبعيّة لهم بل يستحسن عليه تبني أفكاره ونهجه الخاص به والقائم على الأدلة والتحصيل المعرفي والعلمي من خلال المطالعة والقراءة والدراسة فكلما تعمق الإنسان وتبحر في طلب العلم والمعرفة واكتساب الخبرات أصبح أقرب لتحقيق أهدافه العليا.

وأيضًا كلما ابتعد عن الأفراد المحبطين ومحاربي النجاح الموجودين حولنا دون أن نشعر ويسعون للنيل من العزيمة والطموح من خلال بث روح التشاؤم والإحباط وعدم التشجيع وكثرة الانتقاد بل ويقفون حجرًا عثرة في طريق كل ما هو أفضل ومميز ويسير لمصلحته كلما خلق لذاته ولمن حوله اطمئنانًا وهدوءًا نفسيًا يستطيع من بعدها أن يتبوأ مركزًا مرموقًا اجتماعيًا ويليق بطبيعة آدميته المحترمة لتكون أفكارهم داعمة لمسيرة التقدم التي تنمو وتيرتها بشكل متسارع يومًا بعد يوم رغم الصعوبات الماثلة أمام العامة بإيمان راسخ وثقة عالية.

والمبدعون قادرون بفكرهم وإبداعهم وصمودهم على صنع مستقبل مجتمعاتهم فالإبداع لا يخلق عبثًا ولكن جزءًا مهمًا منه نتيجة للترابط واستيعاب التاريخ واستشراف المستقبل. وإن معظم الأفكار النيرة تأثيرًا في واقعها جاء استمرارًا لبناء المعرفة الإنسانية بكل جوانبها. فشكرًا جزيلًا لكم أيها المبدعون الفائقون في عطائكم، ومهما سطرنا من كلمات الثناء والعرفان فإننا لا نوافيكم حقكم، وشكرًا لكم على إخلاصكم فإن أجمل وأروع عبارات التقدير لا بد أن تسبق حروفنا وتنهي نسيج سطورنا معبرة عن صدق كلماتنا النابعة من مشاعرنا تجاهكم أيها الأوفياء.



error: المحتوي محمي