مفاجأة غير متوقعة حولتهم إلى أبطال خارقين في نظر والدتهم، فقد كانوا السبب بعد الله سبحانه وتعالى في أن يُكتب لـ”وعد الطوال” عمر جديد، وأن تستعيد حياتها على يد أطفال لم يتجاوز عمر الكبرى فيهم 6 سنوات.
بدأت حكاية إنقاذ “الطوال” على يد أبطالها الصغار، بنوبة سكر، أفقدتها الوعي، لتقع وتصاب بنزيف خلف رأسها، الأمر الذي تسبب في هلع أطفالها، الذين لم يتجاوز عمر الكبرى فيهم 6 سنوات، فهرعوا إلى العاملة المنزلية يوقظونها لمساعدة والدتهم، إلا أن المعين الذي طلبوا عونه كان بحاجة للعون مثلهم تمامًا، فقد تملك الخوف تلك العاملة ودخلت في نوبة بكاء بعد أن وجدت نفسها عاجزة عن التصرف.
في تلك اللحظة أمسكت آمنة محمود آل تراب، ابنة وعد، بزمام الأمور، تلك الطفلة التي تبلغ من العمر ست سنوات، أخذت هاتف والدتها وحاولت الاتصال بوالدها إلا أنه كان في مقر عمله ولم ينتبه لاتصالها فلم يَجِب عليها، رغم ذلك لم تغلق الأبواب في وجه الصغيرة آمنة، فقامت بالاتصال بجدتها، وحين أجابتها الجدة ربط الخوف لسانها ولم تعرف ما تقول، فأخذ أخوها مشتاق ابن الأربع سنوات الهاتف من يدها وأخبر جدته أن والدته وقعت وأخذ رأسها ينزف، لتتوجه الجدة والجد إلى منزل ابنتهما ويسعفاها إلى المستشفى.
تقول “الطوال”: “أعلم أن الآخرين قد يجدون في الحادثة التي تعرضت لها قصة عادية لا يقف أي شخص عندها، إلا أنني أجدهم أبطالًا، تجاوزوا الخوف وواجهوه رغم صغر سنهم، ولولا الله ثم حسن تصرفهم لكنت اليوم (وعد الله يرحمها)”.
وتضيف وعد – ابنة سنابس -: “دائمًا ما كنت أعاني من حالة هبوط في السكر منذ 9 سنوات، وفي بعض الأحيان قد يصل السكر عندي لـ25، وهو هبوط حاد، لكن بحفظ الله دائمًا كنت أشعر بحالتي حتى وأنا نائمة، حتى أنني أستيقظ من نومي عند شعوري بها، لكن هذه المرة لم أشعر بسكري وهو يهبط، حتى وقعت على الأرض وأصابني تشنج، ثم انجرح رأسي من الخلف وبدأت أنزف، وكل هذا أمام أطفالي وليس معهم أحد كبير غير العاملة”.
وتذكر “الطوال” أنها كانت دائمًا تردد لطفلتها آمنة منذ صغرها: “لو وقعت ولم يكن معك أحد كلمي أباك أو جدتك وجدك”.
وتتابع: “ولله الحمد كبرت آمنة وأنجبت مشتاق وأختهم افتخار ولم يصادفني الموقف فأصبحت لا أتكلم في هذا الموضوع كي لا تخاف”، مضيفةً أنها تركتها تتعود الاتصال على والدها والبحث عن اسمه واسم جدها وجدتها بنفسها، كما عرفتها رقم القفل لهاتفها.
وتختم وعد حديثها: “شعرت بشعور مختلط بين الفخر بوجودهم حولي وإنقاذهم لي وأنهم كانوا بحجم التحدي رغم صغر سنهم، وشعوري بالألم لأنهم تعرضوا لهذه الحادثة وهم ما زالوا صغارًا، كما أنهم ما زالوا يعانون ويراقبونني بأعينهم الصغيرة بين حين وآخر خوفًا من أن يتكرر الموقف لا سمح الله”.
واستطردت: “ربما هو واجبنا تجاه أطفالنا قبل أي شخص آخر في تثقيفهم للتعامل مع أي حالة مرضية نعاني منها، فقد نصنع منهم أبطالًا أمام أنفسهم قبل الآخرين، وقد يكونوا فرقة إنقاذ تضعها الظروف في طريقنا حين لا يكون هناك خيار آخر غير أن تكون محاولة عودتك للحياة بيد طفلك بعد الله سبحانه وتعالى”.