حافظ أهالي القطيف على عادةٍ قديمة اعتادوا إحياءها طوال شهر رمضان الكريم، عادة استطاعت أن تحافظ على بقائها لأكثر من قرنٍ ونصف، بل أنها نافست على بقائها بصورةٍ أكبر فأصبحت منتشرةً في كل البيوت على اختلاف استطاعتها عوض أن كانت خاصةً ببيوت بعض الميسورين فقط.
“الدرس”، تلك العادة التي بقيت صامدة أمام التغيرات التي شهدها رمضان خلال سنوات من اندثار بعض عاداته القديمة واستحداث عاداتٍ أخرى.
و”الدرس” هي التسمية الدارجة لتلاوة القرآن الكريم بصورة ليلية منتظمة في بيوت أبناء القطيف على اختلاف مدنها وقراها خلال شهر رمضان المبارك.
وتوارث الأهالي هذه العادة من أسلافهم منذ سنين قد لا يمكن حصرها تحديداً، فبعض مجالس الذكر تجاوزت المائة عام أو الثمانين والستين عاماً، فيما بلغ متوسط عمر بعض المجالس الأخرى بين الثلاثين والأربعين عاماً، كما حافظ بعض القراء على هذه العادة منذ بداية تعلمهم قراءة القرآن وحتى بعد أن تجاوزت أعمارهم التسعين والثمانين عاماً.
ولعادة “الدرس” سمات خاصة بها قبل أربعين سنة أو أكثر، فقد كانت القراءة مقتصرة على من يعلم الصغار القرآن أو مايعرف بـ “لمعلم”، حيث يقوم أهالي المنطقة باستئجاره بمبلغٍ محدد وكسوة خاصة للعيد، وكان استئجاره خاصاً بالميسورين من أهل البلدة، فيما يكتفي ضعاف الحال بالحضور للمجلس والاستماع للتلاوة المباركة.
واستمرت عادة استئجار القارئ لبدايات ظهور المدارس والتحاق أبناء القطيف بها، فكان صاحب المنزل يبحث عمن يجيد القراءة دون اشتراطٍ لتجويدٍ أو ترتيل ليختم له القرآن في رمضان بمبالغ مادية تراوحت بين 500 و 2000 ريال وكسوة العيد أيضاً، إلا أن عادة استئجار القارئ بدأت في التلاشي والاندثار بعد انتشار العلم بصورة واضحة في أرجاء المحافظة، بل وكان للعلم أثرٌ آخر حيث ازدادت عدد البيوت التي يصدح فيها ذكر الله خلال الشهر الفضيل، وأصبح الحي الواحد لايخلو من عشرة منازل وأكثر تمارس هذه العادة الدينية.
واعتمد قارئ القرآن قديماً على صوته أو “مهجته” كما يقال في اللهجة الدارجة لإيصال قراءته إلى أسماع الحضور، فيما أصبحت اليوم مكبرات الصوت سمة أساسية لمجالس “الدرس”.
وتتشرف تلك المجالس في شهر الله بختم القرآن مرتين، مرة في ليلة النصف وأخرى في ليلة العيد، حيث يُقرأ في كل ليلة جزءان من القرآن الكريم يتناوب القراء في تلاوتها، من بعد تناول وجبة الفطور وحتى الساعة الحادية عشرة والنصف كحد أقصى، ويصاحبها قراءة لبعض الأدعية كدعاء الافتتاح وهو الدعاء الوحيد الذي كان يقرأ قديماً، ودعاء التوسل في ليالي الأربعاء، ودعاء كميل في ليالي الجمعة، كما يصاحبه قراءة مولد الإمام الحسن الزكي “ع” في ليلة النصف.
ويذكر سماحة الشيخ رضي آل مهنا “أبو الشريف” بأن منازل تلاوة القرآن قديماً كانت تزدحم بالزوار، من الأهل والجيران والأصحاب، وذلك نظراً لقلة تلك المجالس في المنطقة، وقد اعتاد صاحب المجلس أن يقدم ضيافته الخاصة لأولئك الزوار من تمر وشاي وقهوة كما أنه لابد من رفع بعض المأكولات الشعبية المتبقية من الإفطار لـ”المستمعة” كنوعٍ من الضيافة، مضيفاً بأن هذا هو الدارج حالياً أيضاً إلا أن الفاكهة أصبحت طبق ضيافة أساسي في وقتنا الحالي.
وعن طريقة الختمة قال آل مهنا:”بعد أن يصل القارئ لسورة الضحى يبدأ في التسبيحات (سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد) بلحنٍ خاص اعتاده أهالي المنطقة، أما بعد ختم القرآن تقرأ سورة الفاتحة وبعض الآيات من سورة البقرة وآية الكرسي، وآية (وختم على قلوبهم وعلى سمعهم) “.
أما علي الخواهر فقال :” منذ سنوات وأنا أعاود هذه العادة في كل عام، حيث نستعد لاستقبال المستمعين في ساعةٍ مبكرة جداً بعد الإفطار مباشرةً، وأبادر بتلاوة كتاب الله، وقد أخذ أبنائي الآن يساهمون معي في القراءة بحيث يقرأ كل واحدٍ منا جزئية محددة ليكمل الآخر بعده من حيث توقف، وننهي قراءة جزئين في كل ليلة”.
وتابع:” قديماً كان البعض يستأجر القارئ إذا لم يكن صاحب المنزل يجيد القراءة، والبعض يستأجره للوجاهة، أما اليوم فالبيوت تمتلئ بالقراء كما يساهم الجيران والأصحاب في القراءة، وأصبح للأطفال حضورٌ بارزٌ في هذه المجالس، حيث يكلفهم البعض بقراءة السور المناسبة لأعمارهم، وذلك تعزيزاً لقيمة كتاب الله في أنفسهم، وتعويدهم على حضور هذه المجالس وزيادة الجرأة لديهم”.
القارئ.. جعفر مهنا
القارئ.. أحمد حميد قنيص
القارئ.. مصطفى المغاسلة
القارئ.. عبدالكريم إسماعيل
القارئ.. شكري عبدالله آل حمد
القارئ.. جاسم محمد الموسى
القارئ.. أحمد درويش
القارئ.. عبدالرحمن الخميس
القارئ.. محمد مهدي آل مكي
القارئ.. علي منصور آل ضاحي
القارئ .. جهاد سلام
القارئ .. منصور الثواب
القارئ.. جعفر الدهان
القارئ.. موسى طاهر السلمان
القارئ .. عبدالواحد منصور
القارئ.. عبدالله جعفر المهنا
القارئ.. أحمد عيسى القنيص
القارئ.. عبدالعظيم الزاير
القارئ.. علي الخميس
القارئ.. علي آل حسن
القارئ.. أحمد رضا سلام
مصور مجالس الذكر.. علي آل مبارك