من سنابس.. آل عاشور يتحدى سخرية البدايات بـ3 إصدارات شعرية ونصوص مترجمة

تحدى الشاعر علي حسن آل عاشور السخرية والتحطيم والشماتة التي كانت تنال كتاباته في البدايات لينتج بعد ذلك ثلاثة إصدارات شعرية ترجمت بعض نصوصها إلى اللغة الفرنسية ونشرت في مجلتين مختصتين في الشعر.

وبدأ آل عاشور المنحدر من بلدة سنابس القراءة بدعم من والديه اللذين يفخر بهما حيث إنهما لم يكملا المراحل الأساسية في التعليم ولكنهما مكناه من القراءة والكتابة وهو في الرابعة من عمره.

وبيّن أن مفهومه العاطفي منبثق من ارتباطه بالعائلة، فهي المحرك الأول لطموحاته لتأتي بعد ذلك أفكاره، وكتاباته، وفلسفته في الحياة، واختلافه الفكري والثقافي.

وأضاف أنه تعلم بحور الشعر النبطي، وبحور الخليل بنفسه، فكان يستمع إلى الشعر ويقرأ ويتدرب، مشيدًا بدعم الشاعر فاضل الجابر، ومعلم اللغة العربية الشاعر يوسف آل بريه له.

ونوه بأنه دخل منذ المرحلة الإعدادية في عالم القراءة والكتابة في الشعر والتاريخ والكتب الدينية، فكتب بداية في الشعر النبطي، والشعبي قبل العربي الفصيح، واصفًا تلك الكتابات بأنها كانت محاولات مبتدئة، شاكرًا حسن حظه لتوفر خدمة الإنترنت في بيته مما وفر عليه الكثير من العناء في البحث عن المصادر.

وتحدث لـ«القطيف اليوم» عن المرحلة الثانوية التي بدأت قراءاته فيها بالتوسع في الدراسات الإسلامية الإنسانية كالفلسفة، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والعلوم الطبيعية والأدب العالمي، كما بدأت معارفه ومداركه تتوسع بقراءته للأسماء المشهورة عربيًا، وإسلاميًا قبل أن يقرأ لمفكرين من الغرب.

تغيير المسار
ونوه إلى أن صدماته الثقافية جاءت على دفعات؛ إذ اتجه لقراءة التراث العربي والإسلامي قبل الغربي، وأغرم بالفكر اليساري مع قراءة نعوم تشومسكي، وميشيل فوكو، اللذين غيّرا طريقة تفكيره جذريًا، على مستوى المنظومة المعرفية، والمنطلقات الثقافية من الأساس.

اعتراف واكتشاف
وسجل “آل عاشور”، اعترافه بأنه مر بالمرحلة التي يعتقد فيها الشخص أنه وصل لمرحلة معرفية وثقافية ليلعب دور الأنبياء في المجتمع، ليكتشف فيما بعد أنه وهم كبير ينم عن الجهل أكثر من المعرفة.

وأشار إلى أنها كانت مرحلة مبكرة وسريعة حيث أدركها بعد فترة وجيزة، كما أشار إلى أن الكثير من الشباب الصاعد إلى المشهد الثقافي في القطيف بحاجة للاطلاع على تراثهم وقراءة تاريخهم، فدون معرفة الفرد لتاريخه وثقافته ليس بمقدوره معرفة ثقافة الآخر.

إصدارات
وذكر أن له ثلاثة إصدارات شعرية عن دار مسعى للنشر والتوزيع وهي: “عين في إصبع” عام 2013م، و”من العتمة إلى الجياع” عام 2015م، و”سيرة الشبيه” عام 2017م، وترجمت بعض نصوصه من كتبه الثلاث إلى الفرنسية ونشرت في مجلتين مختصتين في الشعر.

وأوضح أن كتابه الأول “عين في أصبع” أخذ طابع الشعر والنصوص المفتوحة، بسبب وجود الطابع الفكري بينما كتبه الباقية شعر، ليجد فيما بعد بوصلته الشعرية وليبدي تعلقه بنص الشفيف حتّى اللمس الخاص بافتتاحية كتّاب سيرة الشبيه.

وكشف عن مشاريعه القادمة بأنه لديه مشروع كتابين فكريين ولكنه سيعطيهما وقتهما، ولديه الآن مصادر هائلة، ويحتاج للقراءة والتبحر أكثر لبلورة أفكاره وتطويرها.

مواقف أليمة
ولفت إلى أن المواقف الصعبة التي لا ينساها هي التي أثثت دواخله منذ صغره، ومنها أنه عندما كان في السادسة من عمره رأى والده بعد عودته من العمل وهو يغوص في دمائه إثر تقرّح في المعدة، فقد كان يعمل ليل نهار، وكذلك رؤيته لوالدته في أحد الأيام وهي تبكي بسبب فاتورة الكهرباء، كما لاحقته بعض المواقف في كبره، مثل عدم تمكنه من الاتصال بوالده عند وفاة جدته العام الماضي، حيث اضطر لكتابة رسالة ونشرها في جريدة القبس الكويتية.

غيوم سيت
وحكى أن إصداره الجديد “غيوم سيت” الذي تم طبعه في 2020م، بزغت فكرته في الليلة الأولى في مدينة سيت، ويدور محتواه حول علاقته كغريب مع المدينة، مشيرًا إلى أنه كتب “غيوم سيت” أثناء الزيارة الأخيرة له لفرنسا والتي استمرت لمدة أسبوعين تقريبًا بدعوة للمشاركة في مهرجان الشعر العالمي “أصوات حيّة” في سيت حيث كان مشاركًا مع أكثر من 60 شاعرًا من أنحاء العالم.


error: المحتوي محمي