نظم برنامج الهاتف الاستشاري بجمعية أم الحمام الخيرية أمسية في تطوير الذات للمدرب سلمان آل عباس، وذلك في يوم الأربعاء 11 نوفمبر 2020.
وبدأ آل عباس الأمسية بقوله: “بطبيعة الحال قد يتعرض أي إنسان في حياته إلى مواقف وحالات صعبة قد لا يتمكن فيها من التحكم في تصرفاته وموازنة ردود أفعاله، ومنها على سبيل المثال حالة الغضب، فسرعة الغضب تُفقد الإنسان السيطرة على نفسه وردود أفعاله”، مبينًا أن من الأمور التي تسيطر على حالة الغضب عند الإنسان حسب نقل الروايات تغيير وضعيته بالجلوس إذا كان واقفًا حيث إنه بتغيير وضعيته بالجلوس يقطع حالة الغضب وما يترتب عليها من ردود أفعال سلبية، وبالتالي يستطيع أن يضبط ذاته.
وأكد على ضرورة الاتصاف بالذات الإيجابية، محذرًا من جلد الذات والقسوة عليها، كما نصح بمحاسبة الذات لتصحيح الأخطاء والعمل على تحسين أدائها.
واستشهد بأن علماء النفس ذكروا أن للإنسان دماغين متضاربين في ذاتين مختلفتين فهناك ذات واعية تعمل بوعي وإدراك وهناك ذات تلقائية تعمل دون وعي ولا إدراك، منوهًا بأنه لابد من غلبة الذات الواعية على الذات التلقائية لتصل بالإنسان إلى بر الأمان.
وتعرض إلى مفهوم ضبط الذات وعرفه على أنه طريقة إجرائية يقوم بها الإنسان لتعديل سلوكه، مضيفًا بأنه أيضًا يعرّف بالسيطرة على النفس وتوفير المناعة الكافية لها لتصبح في حالة اتزان.
وقال: “كثيرًا ما يردد الإنسان حتى بينه وبين نفسه مخاطباً ذاته كلمات محبطة مثل أنا لا أستطيع، أنا فاشل، وأنا ضعيف وغيرها من الكلمات السلبية التي من شأنها تدمير الذات وإدخالها في عالم الإحباط والإصابة بالاكتئاب”.
وأشار آل عباس إلى أن هناك أمورًا نستطيع من خلالها تعزيز الذات ومنها التأمل والتفكر والتأني في حل أي مشكلة تصيبنا، وممارسة الرياضة وخصوصًا المشي حيث إن الرياضة تنعش الدورة الدموية وتقوي القلب والدماغ، وبالتالي تنشط عملية التفكير وإيجاد الحلول للمشاكل وإفراغ كل الشحنات السلبية والحصول على الراحة الجسدية والنفسية، وتناول الطعام الصحي للحفاظ على الصحة وسلامة التفكير، كما أن الراحة والنوم بشكل كاف يساعد على التخلص من الطاقة السلبية وحالة الغضب.
وذكر الخطوات التي يجب اتباعها وممارستها للوصول للنجاح في ضبط ذواتنا وهي عشر خطوات جمعها في خمس ألفات وخمس تاءات ومنها؛ اعترف بضعفك وخطئك واجعله باعثًا وحافزًا للتطوير، واركب موجة التحدي وغامر ولكن احسبها بشكل صحيح، واسبح في أعماق ذاتك بحثًا عن الصحوة في داخلك وكن دائم الاتصال بالله سبحانه وتعالى، أما عن التاءات فذكر منها؛ تسامح مع نفسك والآخرين ولا تدع الكراهية تسيطر على تفكيرك، وتظاهر بإتقان العمل في البداية وبعدها استمر في التدريب حتى تتقنه تمامًا وتحقق الهدف واجعل أهدافك قصيرة المدى.
ووجه آل عباس نصيحة قائلًا: “مارس ثم مارس ثم مارس ولا تدع اليأس يتسلل إلى داخلك”، وبعدها حذر من الممارسات المدمرة للذات الإنسانية، وذكر منها ألا يكون لدى الإنسان هدف يسعى من أجله، أو أن يكون هدفه دون حياة أو قيمة، وكذلك الاستعجال في توقع النتائج بشكل فوري وحسم الأمور حتى قبل نهايتها وعدم دراستها بشكل صحيح، وانعدام الدعم المحفز للعمل، وعدم وجود الثقه بالذات، ومعاشرة الأشخاص المحبطين لأن ذلك يؤثر سلبًا على الأداء والإنجاز، والمقارنة مع الآخرين، وارتداء القبعة السوداء المعبرة عن التشاؤم (السلبية) فقط أو ارتداء القبعة الصفراء (الإيجابية) فقط بل يجب الموازنة بينهما.
وتحدث عن التأمل قائلًا: “وسع قاعدة التأمل لديك، فلا تقتصر على السلبيات فتُحبط ولا تقتصر على الإيجابيات فتُخدع”.