إن الحياة حبلى بالمفاجآت، التي لا تعلم متى تأتيك؟ لتكون في حضرتها، تتنفس أريجها، لتغدو كقوس قزح، تطربك زقزقات العصافير، لتنتعش ذاتك، وتؤثر على بيئة اليراع والفكر، الإبداع، ولكن، كيف إذا جاءت مؤلمة لحد الألم وأكثر؟ كيف إذا فقدت على مسافاتها عزيزًا، كالأم، ريحانة الدنيا، وسيمفونية القلب، تستفيق على نبضات قلبها، تحدق في عينيها، لتكون الطفل المدلل بين يديها، في هكذا دقائق، تتعطل عقارب الساعة، تشعر أن اللحظات، تجمدت فيها قدماك، ويراعك بين أصابعك، يرتعش، وخفقات ظلك تتسارع، كأنك تحلق في الفقد غصصًا، فكل الجهات في عينيك، هي البوصة، وفي كل الذكريات، تأتي خط الاستواء.
كنت في حضرته، قبلني بابتسامته الطهر، ابتسامته، التي يخضر الفؤاد، حين أبصرها، أخذتنا الخطوات، والموج الخفيف، يحملنا عبر زرقته، نتأمل صفاء السماء، والغيمات، كأنها، تعانق شفتي، وشفتيه.
يقول الصحافي حسين كاظم: أتعلم أيها الظل، لنبض الكلمات، أن الفقد، يأتي الألم الأقسى في هذه الحياة، أجبته: محمر الوجنتين، وأراني خجلًا، وأراك أيها القارئ، الآن تبتسم، لاحمرار وجنتي، وفي جعبتك، الرغبة في معرفة الألم الأقسى.
وتابع، ليشبع فضول ذاكرتي: بعد الجهد المرير، والركض الصحفي المتواصل، لأكثر من 19 عامًا، للعمل في جريدة اليوم، والتي تعتبر المدرسة، في رباها تخرج الكثير من الإعلاميين، انتقلت والدته -رحمها الله- إلى حيث الغياب جسدًا، ليشيعها إلى مثواها الأخير، حينها، ابتعد مؤقتًا عن الصحافة عامًا كاملًا، بتاريخ 1416هـ، ووضع يراعه على الطاولة، ينتظر لحظة ولادته مجددًا.
هكذا ديدن الحياة، ولادة وفقد، وبين هاتين الكلمتين، ضعف وقوة، فالإنسان، يرشحه الضعف نتيجة إحداثياتها، لكنه، يتغلب على الحزن، يحاول أن يعود إلى عنفوانه، ليكن الفقد، النبض، الذي يجعله، يزداد حياة، وبعد فترة من الزمن، كانت له مشاركاته الإعلامية على استحياء في الصحف الإلكترونية.
وهل العشق، ينتهي وميضه؟
وبعد أن أخذ نفسًا عميقًا، عانق يدي، ليصمت برهة، أحسست بحجم الحسرة، والاشتياق، لها، كأن دفء يديه، كلمات يرسلها، لتصغي إلى قلبه.
وبين مسافات بصره، وبصري، أردف قائًلا: أيها الظل، عدت بعدها بقوة وفعالية، متسلحًا بالصبر الجميل، والرضا بقضاء الله وقدره، مستفيدًا من القراءة، والمتابعة، لكل ما يكتب، لأكتسب خبرة أوسع، فإن الصحافي، لا يشبع من القراءة، والمتابعة، يقرأ بشغف، يتحلى بالقراءة الناقدة، ينغرس في تجارب الآخرين.
يقال: جاور السعيد، تسعد.
إن الاحتكاك بذوي الخبرة، لا يقل أهمية عن التعلم، والجلوس على كرسي في محاضرة ما، أو ورشة عمل ما، فإن الإنسان الخبرة في مجاله، والعمل معه، ومجالسته، يختصر الوقت الكثير، لتكن الفائدة على مائدة، فيها ما لذ وطاب، لتقطف يديك ما تشتهيه ذاتك، وما يرنو إليه فكرك، وما يحتاجه عملك، فلو كنت حزينًا، وبرفقتك صديق بشوش، يتسم بالعنفوان، التفاؤل، والأمل، يقطر من شفتيه، فإنه ينساب على حزنك، كالآيسكريم، حين تدغدغه شفتاك، حينها، ستشعر بالأنس، والسعد، إنها، كضوء الشمس، تعانق التراب، لتنعشها قطرات المطر.
في عام 1417هـ، تم اختياره، لتأسيس جريدة الرياضي، ليشغل منصب سكرتير التحرير، مع رئيس مجلس الإدارة، معالي الشيخ فيصل بن محمد الشهيل، ورئيس التحرير الدكتور مبارك عبد الله الدوسري، معلقًا، وأنا ما زلت أصغي، وكانت هذه التجربة منحته الكثير من الفائدة في مشواره، لتصقل موهبته أكثر، من إشراف وإعداد صفحة للألعاب المختلفة، وصفحة منوعة، بعنوان: “بانوراما رياضية”، وزاوية أسبوعية، وتغطيات أحداثها أولًا بأول، أيضًا، تمثيل المملكة، كموفد إعلامي في تايلاند، اليابان، ومصر وحضور المناسبات، وغيرها من الأعمال الصحفية.
يتابع حديثه، وما زلت أبحر في كلماته السابقات، عمل مستشارًا إعلاميًا في شبكة القطيف الرياضية، برئاسة الزميل محمد الشيخ أحمد، ثم مدير تحرير في صحيفة أنباء اليوم برئاسة الزميل فرات البسام عام 1419هـ.
وفي عام 1420هـ، تم اختياره مستشارًا إعلاميًا في صحيفة “جواثا” الإلكترونية برئاسة الزميل أحمد العطافي، ولا يزال حتى اللحظة.
أيضًا في ذات العام، تقرر إسناد مهمة مدير مكتب جريدة الخبر اليوم بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، والتي تصدر من جمهورية مصر العربية برئاسة رئيس مجلس الإدارة الدكتور ياسر عطية، ورئيس التحرير الأستاذ محمد محفوظ له، ولا يزال حتى يومنا هذا، كما تم اختياره عام 2019م، المدير التنفيذي الإقليمي في قناة أهل الدار بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومراسلًا لإذاعة صوت العرب من القاهرة بجمهورية مصر العربية.
ختامًا، وليس الختام، إلا نافذة تطل، فإن القارئ الكريم، يدرك مقدار المعاناة، التي يكابدها الإعلامي في العملية الإبداعية، سعيًا للتميز من الجهد، والعشق، والتمتع بأنه كلما تقدم في العطاء، والإبداع، والتميز، إلا أنه لا يزال يتعلم، ولا يزال، يعتق العشق في ذاته، لعمله الصحفي، ليقدم الأجمل، والأروع، ويحقق ما يصبو إليه من نجاحات، إذًا، كأنه – ولا أعلم أكان قاصدًا أم بدون قصد – حين أصابعه، تعصرها أصابعي، هامسًا في ظلي، بأن نافذة النجاح مشرعة للكل، فامضوا إلى النجاح.