في صفوى.. إيمان آل عبد ربه تبرّ والدتها بـ«كلية».. ووسام الملك عبد العزيز يتوجها بعد عام من التبرع

توجت إيمان محمد آل عبد ربه، يوم الأربعاء 11 نوفمبر 2020 م، بوسام الملك عبد العزيز من «الدرجة الثالثة» ضمن181 مواطنًا ومواطنة لتبرع كل منهم بأحد أعضائه الرئيسية، إلا أنها قبل ذلك توجت بوسام برها بوالدتها، والمنافسة في منحها جزءًا من حياتها، ورفع آلام المرض عنها.

درن ينتهي بقصور
تبرعت إيمان لوالدتها ليلى حسن قريش بإحدى كليتيها، بعد أن عانت مع الفشل الكلوي عامًا كاملًا.

تسرد “آل عبد ربه” حكاية والدتها مع الفشل لـ«القطيف اليوم»: “عانت والدتي حفظها الله من مرض الدرن أكثر من مرة، وآخر مرة كانت قبل 8 سنوات تقريبًا، وقد كانت تمشي على العلاجات الموصوفة لها بانتظام، وهذا ما جعل الكلى تقاوم لمدة طويلة رغم أنها كانت تأخذ كمية كبيرة من العلاجات، إلى أن جاء وقت بدأت فيه كليتاها تتأثر بتلك الأدوية، وأصبحت ترتفع عندها نسبة الكرياتين، ومع تقدم السنوات أخذت الكلى تضعف تدريجيًا”.

تنافس على البر
تضيف إيمان: “قبل سنتين تقريبًا أصيبت والدتي بقصور في الكلى، وكان لابد لنا أن نحافظ عليها، حتى قرر الدكتور قبل عام ضرورة إجراء عملية زراعة كلية لها، وكان لابد أن نبحث عن متبرع من داخل محيط الأسرة”.

رفضت “قريش” أن تكون ابنتها إيمان هي المتبرعة لها، فهي ابنتها الكبرى، إلا أن تلك الابنة كانت تدعو ربها أن تكون نتيجة فحوصات أخيها الأصغر منها غير مطابقة، رغبة منها في الفوز برد جزء بسيط من حق أمها عليها.

تقول “آل عبد ربه”:” نحن أربعة إخوة، فتاتان وولدان، أنا الكبرى ثم أختي إحسان، وهي مصابة بمرض السكر لذلك تم استبعادها، ثم أخي علي وهو من شرع فعلًا في إجراء فحوصات التبرع لكن تم استبعاده كمتبرع لعدم المطابقة، وهنا ازداد إصراري أن أكون أنا التالية رغم أن أخي الأصغر الشيخ مكي آل عبد ربه كان يريد التبرع لكنني لم أقبل”.

رحلة ألم وتضحية
تمضي إيمان في حديثها: “بدأنا رحلة الفحوصات ولله الحمد كانت نتائج فحوصاتي إيجابية، إلا أنه مع تأخر الفحوصات الروتينية فجأة أصيبت أمي بالسكر، فضعفت الكلى أكثر، مما جعل طبيبها يقرر إخضاعها للغسيل الكلوي، ومن هنا بدأت رحلتها مع الآلام”.

وتضيف: “من أصعب اللحظات في تلك الرحلة أوقات غسيل الكلى، وكذلك أول مرة ارتفع عندها السكر، يومها تم نقلها بالإسعاف إلى مستشفى أرامكو بالظهران، ونومت في غرفة العناية المركزة، وقد عشنا وقتها لحظات قلق وخوف”.

وتتابع: “كنت حين أرافقها في جلسة الغسيل، أشعر أنني أموت آلاف المرات وأنا أراها كيف تخفي آلامها عني، إلا أنها ولله الحمد لم تحتج للغسيل لفترة طويلة، لأن الطبيب قرر إجراء العملية في تاريخ 6 نوفمبر 2019م، أي قبل عام تمامًا”.

ثم رحلة شفاء
وتكمل: “بعد العملية خرجت من المستشفى قبل أمي حفظها الله بأيام، ثم خرجت هي، واحتجت لمدة شهر تقريبًا حتى أستعيد عافيتي، وقد قرر لنا الطبيب وقتها حاجتنا للعزل الطبي، وقد أمضينا تلك الفترة في بيت خالتي لأنه كان المكان الأنسب، وفي العزل كنت أشرف على ضمادات أمي وتجهيز أدويتها كما كنت في السابق”.

وتستطرد: “احتاجت والدتي إلى 3 أشهر من العزل الصحي، وهي الآن بصحة وعافية ولله الحمد، ورغم أن لديها أدوية تتناولها مدى الحياة والسكر نوعًا ما بسبب تلك الأدوية غير منتظم، إلا أنه ألف حمد وشكر أين كنا وأين أصبحنا، كل تلك الأدوية تهون أمام جلسة غسيل واحدة”.

شكرًا لله
“أنا ممتنة لله سبحانه وتعالى أن كتب لي هذا التوفيق، كما أنني أقول دائمًا لو أن أمي احتاجت روحي لتبقى بصحة وعافية ما كنت سأتردد في أن أعطيها إياها، وأدعو ربي دائمًا أن يطيل في عمرها وأن يأخذ من عمري ويعطيها منه”، بهذا ختمت إيمان حديثها عن تلك الرحلة التي عاشتها مع والدتها.

وتضيف: “أنا للتو عرفت من «القطيف اليوم» أنني حصلت على وسام الملك عبد العزيز، ولم أوصل الخبر لوالدتي بعد، لكنني أعتقد أنها ستكون سعيدة لأنها دائمًا تتمنى سعادتنا، ورغم أنني أعلم أن الدولة حفظها الله خصصت لنا وسامًا إلا أن وسامي الأكبر سلامة أمي وجملتها: “يا بعد عمري أني ما أعرف أوصف شعوري تجاه تبرعك لي”.



error: المحتوي محمي