حذر استشاري الجهاز الهضمي والكبد مهدي الجارودي، من نزول 10٪ من الوزن خلال ثلاثة أشهر دون عمل حمية أو سبب يدعو لذلك النزول، مؤكدًا أن ذلك قد يستدعي مراجعة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة، سيما لمن لديهم تاريخ وراثي في الإصابة بسرطان القولون، منوهًا إلى ضرورة عمل المنظار حتى عند وجود شرخ أو بواسير، وذلك عند انخفاض الوزن مع آلام البطن بدون سبب آخر.
وذكر “الجارودي” أن السرطان خلايا تنمو بشكل متسارع بدون تحكم وتكاثر غير نمطي يؤدي لوجود كتل وأورام حميدة أو سرطانية، مشيرًا إلى أن القولون يُشكل إطارًا للبطن يبدأ من الجهة اليمنى وينتهي بالجهة اليسرى ثم القولون السيني والقولون المستقيم ثم قناة الإخراج.
وأوضح أن سرطان الجهة اليسرى في القولون أكثر شيوعًا، وذلك لظهور الأعراض وليس لأنه أكثر حدوثًا، بينما سرطان الجهة اليمنى يكون اكتشافه متأخرًا، فالوصول إليه صعب لوجود انسداد بالأمعاء، ولكن التطور الحديث بالمناظير والأشعة جعل النسب متقاربة في اكتشاف السرطان بجهتي القولون اليمنى واليسرى، ومن هنا يتضح أهمية عمل فحص المنظار للقولون.
وتناول الأسباب المؤدية لسرطان القولون التي تكون وراثية ولا نستطيع التحكم بها، أو عوامل سلوكية وغذائية إضافةً للسمنة.
وأضاف “الجارودي” أن سرطان القولون يحتل المرتبة الثانية من السرطانات في المملكة العربية السعودية وأكثر انتشارًا بعد سرطان الثدي، فالاهتمام في الآونة الأخيرة من قبل وزارة الصحة والمراكز الصحية بالفحص واكتشافه مبكرًا يُنقذ حياة المريض، مؤكدًا أن سرطان القولون أعلى النسب من السرطانات المؤدية للوفاة سابقًا.
ونوه إلى أنه يجب إجراء فحص المنظار للأشخاص العاديين الذين ليس لهم تاريخ عائلي ولا تظهر عليهم أعراض، وذلك من عمر 45 عامًا وما فوق، وعلى حسب نتيجة المنظار يتم إعادته، فإذا كانت النتيجة غير طبيعية يُعاد كل ثلاث سنوات، وإذا كانت طبيعية ولا يوجد وجود تاريخ عائلي أو أعراض يُعاد كل عشر سنوات، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين يُعانون من أنيميا فقر الحديد بدون سبب يلزمهم عمل منظار للمعدة والأمعاء.
وتابع: “القولون العصبي يتشنج عند التوتر والعصبية وشائع عند الشباب، وليس له علاقة بسرطان القولون عند عدم وجود مشاكل أخرى كانخفاض الوزن وضعف الشهية، بينما الالتهاب المزمن التقرحي للقولون مرض مختلف تمامًا قد يبدأ بعمر ١٥ عامًا وما فوق، وقد يُسبب السرطان ويستدعي عمل المنظار سنويًا وأخذ عينات عشوائية عند وجود أعراض”، موضحاً طريقة التعامل مع اللحيمات والسلائل عند وجودها في القولون .
وقال إنه في حالات كثيرة اكتُشف السرطان فقط في اللحمية، ويكون لها عنقود مثل العنب وحوافها خالية من السرطان، وعند إزالتها بالمنظار تصل إلى مرحلة الشفاء التام، ولكن إذا انتشرت إلى الغدد الليمفاوية يتوجب إجراء عملية جراحية، فالعلاج يختلف حسب كل حالة، حيث لوحظ أن 27% من سرطان القولون يكون غير منتشر و40% يكون منتشرًا داخل القولون، لهذا يجب عمل منظار كامل للقولون، لافتًا إلى أنه عند انسداد الأمعاء والانتفاخ وفي المراحل المتقدمة يكون العلاج بالمناظير ثم الكيماوي قبل اللجوء للجراحة لتصغير حجمه والحد من انتشاره أو العلاج الإشعاعي حسب الحالة.
وشرح طريقة الكشف المتوفرة في وزارة الصحة والمراكز الصحية وهي؛ فحص الدم الخفي للبراز الخاص بسرطان القولون الذي يكشف الأورام السرطانية والحميدة واللحيمات، وعند ظهور نتيجة الفحص إيجابية يكون هناك نظام متابعة من وزارة الصحة بعمل منظار خلال أسبوع، لافتًا إلى أن محافظة القطيف والمنطقة الشرقية عامة حازت على أعلى نسبة في التوعية والوعي العالي لهذا الفحص على مستوى المملكة.
واختتم “الجارودي” المحاضرة قائلًا: “تغيير نمط الحياة بنمط صحي والوعي وممارسة المجهود الرياضي والبدني مع الكشف المبكر يُساهم في الوقاية من أمراض السرطان ونسب الشفاء”.
جاء ذلك في اللقاء الذي أجراه المحاور أمين الزهيري مع “الجارودي”، من خلال برنامج “ساعة صحة”، حول “سرطان القولون”، عبر منصة جمعية السرطان بالقطيف على “إنستجرام”.