صوّر اختصاصي التغذية العلاجية رضي العسيف الطعام بالسجن الذي يقع الكثير في أسره موجهًا بكسر قيود شهوة الطعام والخروج والهرب من السجن لكي لا يقع الشخص في الكثير من المشاكل الصحية حين يسيطر الطعام عليه.
وبث رسالة أمل لمن يعانون من حالة الشراهة بالأكل أو حالة عدم تغير الوزن ونقصانه بأن هناك أملًا في التغيير مهما كانت هناك محاولات فاشلة وسقوط فهناك أمل بمقابلها، مؤكدًا على أهمية عدم الاستسلام لشهوة الطعام والنهوض من جديد وعدم ترك مجال للإحباط والاكتئاب، ولكن يجب فقط على الشخص أن يقرر أن ينتصر لذاته ويتغلب على عاداته الغذائية الخاطئة.
وأكد على أهمية النوم الكافي وأن السهر عدو الصحة وقال: “غير نومك يتغير وزنك”، وأشار إلى أن السهر يعمل خللًا في هرمونات الشبع والجوع مما يؤدي لأضطراب عملهما وبالتالي لا ينزل الوزن، مضيفًا أن قلة النوم لا تحفز على الشعور بالجوع إنما تثير الشهية نحو الكربوهيدرات والدهون.
جاء ذلك في محاضرة العسيف التي قدمها عبر حسابه بالإنستقرام وتناول فيها موضوع “الشره في الأكل المشكلة والحل” حيث هدف فيها إلى التوجيه لمشكلة الشراهة في الأكل لكي لا تتحول إلى إدمان يصعب التخلص منه.
وبدأ العسيف محاضرته بآيات من القرآن تحذر من الإسراف في الطعام والطغيان فيه كما جاء في [سورة طه آية 81] {كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ} ذاكرًا أنه كما أن هناك طغيانًا اجتماعيًا هناك طغيان غذائي، ومفرقًا بين سلوك الشراهة بالأكل وبين بعض الحالات المرضية التي تعاني من الشره.
وعرّف الشره في الطعام والذي أسماه النبي (ص) الداء الدوي وهو إدخال الطعام على الطعام على أنه اضطراب في عادات الأكل وأن الشخص يميل لتناول كميات كبيرة من الطعام في فترات معينة دون أن يكون جائعًا أو بحاجة إلى الأكل.
وأوضح أعراضه ليقيّم الأفراد أنفسهم، منوهًا بأن الشخص الشره يتناول الطعام بغض النظر عن الجوع أو الشبع ويتناوله بسرعة كبيرة دون وعي للكمية، مع العجز عن ضبط الشهية، واتخاذ الطعام وسيلة للتفريغ عن الشحنات والمشاعر سواء كانت للحزن أم الفرح بالإضافة للميل لتناول الطعام المليء بالسعرات الحرارية، ويواجه صعوبة في اتباع نظام غذائي.
وذكر العسيف أسباب الشره سواء كانت صحية أو نفسية أو اجتماعية، مشيرًا إلى ضرورة ترك عادة لزوم أكل ما في الصحن كامًلا لدى الأطفال وحتى مع الأفراد كالزوج والزوجة لأنها تركز عادة الشراهة بالأكل وأكل الزائد عن الحاجة.
وذكر مضاعفات الشراهة على الجانب الصحي والنفسي والتي أوجزها الإمام علي (ع): “إدمان الشبع يورث أنواع الوجع”.
ووضع خطوات ذكية في سبيل علاج الشره بالتحكم والسيطرة على الشراهة بالوعي، وسؤال النفس دومًا إن كان جائعًا أم لا؟ والتأكيد على تناول وجبة الفطور وشرب الماء وتنظيف المنزل من الأكلات غير الصحية والطلبات الخارجية من المطاعم ومقاومة الإغراءات، وتسجيل كل ما يتناوله الشخص بدفتر لتقويم نفسه.
وذكر أن الحمية التي يأخذها الشخص من اختصاصي التغذية ليست قرآنًا منزلًا بل على الشخص إضافة إبداعه عليها ووضع بعض الفنيات التي تناسب يومياته وعمله.
وختم العسيف المحاضرة بالرد على استفسارات المتابعين التي تناولت عدة موضوعات كان منها التوزيعات غير الصحية بالمناسبات الدينية وغيرها.