تتوافد على المملكة العربية السعودية منذ زمن ليس بالقصير الكثير من العمالة الأجنبية من جنسيات مختلفة لكسب لقمة العيش لتشغل الكثير من المهن والحرف في وطننا من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه بنسب متفاوتة قد تزيد أو تنقص من محافظة إلى أخرى وهذا حال الكثير من دول الخليج المجاورة لنا، من تلك العمالة الأجنبية من يترك أثرًا إيجابيًا مع أول زيارة له معك ويجعلك تتغنى به من جودة الخدمة والإتقان التي قدمها لك وكذلك من دقة المواعيد التي تبرمها معه ويتقيد بها وأيضًا من طريقة التعامل التي يتعامل بها والابتسامة التي ترافقه ومن قلة متطلباته أثناء تواجده معك نتحدث هنا عن العمالة الفلبينية بالتحديد (الفلبينيون) ففي الجانب الصحي تجدهم في الكادر التمريضي وفي المهن تجدهم كسائق خاص، كهربائي، ميكانيكي، أعمال الجبس والديكور، حلاق، وغيرها. عندما نذكر امتيازاتهم لا يعني تزكية الجميع منهم لو خليت خربت ولا تقليل أو ضرب بالجنسيات الأخرى، فمنهم من هو مميز لدرجة قد تفوق العمالة الفلبينية ولكن نحن هنا نتحدث في المجمل عن العمالة بإطارها الواسع.
يشعر البعض بل يجزم من بعد عدة تجارب له مع العمالة الأجنبية بأنه لا توجد مقارنة بين الفلبينيين وغيرهم حيث يجد الراحة الكبيرة في التعامل معهم، وهذا حال شريحة كبيرة ممن تعامل معهم رغم أسعارهم الباهظة أحيانًا مقارنة بغيرهم من العمالة الأخرى، أصبحوا محل ثقة الكثير ومصدر اطمئنان بالنسبة لهم وراح البعض يطرح علامة استفهام كيف ستغدو المملكة من دون فلبينيين كلما تعاظم دورهم بيننا ولا يقتصر وجود الفلبينيين على المملكة إذ ينتشرون في أنحاء العالم في البر والبحر إذ يشكلون ما يقارب 20 في المائة من إجمالي البحارة في العالم والذين يبلغ عددهم 1,2 مليون وكما تشير التقديرات إلى وجود 11 مليون مغترب فلبيني في جميع أنحاء العالم.
# ما الذي يميز الفلبينيين عن غيرهم؟
1- إجادتهم للغة الإنجليزية.
2- حصولهم على التدريب الفني في صفوف مبكرة من حياتهم.
3- تمتاز الفلبين بمعاهد تدريبية تخصصية تصقل مواهب الطلبة بأفضل أنواع التدريب المرتبط بالعمل.
4- البحث عن تخصصات تتجاهلها الكثير من دول العالم كهندسة وصيانة السفن والطرق وعلوم التخطيط التي جعلتهم يتبوأون الريادة في هذا المجال.
# هل سنرى المزيد من السعوديين بتلك الصبغات قريبًا؟
لاشك أن للسعوديين نجاحات عظيمة تستحق القراءة والإشادة بها، نجاحات متتالية بين الحين والآخر في شتى مجالات الحياة من مختلف مناطق المملكة، ومع انطلاق الرؤية (2030) وهي خطة ما بعد النفط التي تم الإعلان عنها في 25 إبريل 2016 أصبحنا نسير بقفزات عملاقة متسارعة وأصبح الشباب السعودي ينظر للمستقبل بأمل من زوايا مختلفة عن تلك التي اعتاد عليها خصوصًا بعد تقليص العمالة الأجنبية في الوطن وإحلال السعودي مكانه في مفاصل كثيرة بالقطاع الخاص أو غيره كما أصبحت المسؤولية بالمقابل كبيرة على عاتقه لإثبات وجوده واستحقاقه بتلك الوظيفة التي يشغلها أو تلك التي يحلم بها وهذا يقودنا إلى سؤال: هل سنرى في قادم الأيام سعوديين مميزين بصبغة فلبينية يكونون مطلبًا في سوق العمل أينما حلوا وارتحلوا يملأون أرجاء هذا الوطن ويزيدونه رفعة وشأنًا كما هو حاله.