قال المتنبي
وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ
فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِـلُ
للأسف الشديد من هوان الدنيا أن يأتي إنسان نكرة ينال من خاتم الأنبياء والرسل صَلَّى الله عليه وآله وسلم سواء بالكتابة أو بالكلام أو برسم كاريكاتير لا يرقى لشسع نعله.
أنا هنا لا أرد على أي من هؤلاء الحثالة فقط أردت أن أكتب شذرات من سيرته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وسَلَّمَ مع يقيني بأنكم على دراية تامة بها ولكن أردت تقديمها تذكيراً لنفسي بها من باب ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
سرد كل صفات خير الورى صلّى الله عليه وآله وسلم يحتاج لمجلدات لهذا هنا سوف أقتصر على شذرات من صفاته.
جاءت الرسالة المحمدية لتخرج الناس من براثن الجهل وعبودية الأصنام والأزلام لعبودية الواحد القهار. أخرجتهم من ظلمات الظلم إلى أنوار العدل، لقد أنعم على المرأة بإعطائها حقوقها وأنقذها من ظلم المجتمع من وأد واستعباد.
هذه كانت من بركات الرسالة المحمدية حيث انتشر العدل وأعطي كل ذي حق حقه بالتساوي لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى إنه الميزان المنصف بين الناس. عاش الجميع من مسلمين ويهود ونصارى تحت مظلة العدل الإلٰهي لم يفرق بينهم بل كانوا رعايا متساوين في ظل تلك الرسالة، عكس من يتشدقون بالحرية والعدالة وهم يزدرون الآخرين وينالون من رموزهم.
الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة النبوية معروف عند قريش بالصادق الأمين.
خلقه الله من الأصلاب الطاهرة في الأرحام المطهرة ليكون مؤهلاً لحمل خاتمة الرسالات لجميع الناس.
كما جاء في سورة سبأ آية ٢٨: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
إنها عالمية الرسالة وخاتمة الرسالات السماوية لما لصاحبها من فضل وقيمة في تبليغ ذلك ونشره وتأصيره للإنسانية جمعاء.
قال الله تعالى في سورة الأنبياء الآية رقم ١٠٧:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
هذه من صفاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الرحمة التي تجذرت في سيرته الميمونة وكانت العدالة من مصاديق تلك الرحمة.
فلقد ساوى بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وأشراف قريش، لقد اعتبر سلمان الفارسي من أهل البيت.
قبسٌ من رحمته أنه في الحروب حَرَّم الإجهاز على المرأة والطفل والشيخ والأسير كما حَرَّمَّ قطع الشجرة!
إنها الرحمة التي تأصلت في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن خلالها نشر المحبة والاحترام وحفظ الكرامة الإنسانية بين الناس كافة دون تمييز بينهم.
أما أخلاقه فيكفيه خطاب الله سبحانه وتعالى في سورة القلم الآية الرابعة {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}، ولقد كان خلقه القرآن، والخلق هنا يشمل الرحمة والرفق. كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
إنها الأخلاق المحمدية التي تميزت بالتواضع والإيثار وحب الناس والمحافظة على حقوقهم كاملةً غير منقوصةٍ.
هذه غيضٌ من فيضٍ من صفاته التي لا تحتاج لثناء من أحد.