في القطيف.. آية الله المنير يدين الإساءة.. ويضع الحلول في مولد الرسول

استنكر سماحة آية الله السيد منير الخباز الإساءة التي تعرض لها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، مشيرًا إلى أنها ليست الحادثة الأولى ولا الأخيرة، وذلك بالتزامن مع ذكرى المولد الشريف للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وحفيده الإمام الصادق عليه السلام.

وأوضح سماحة الخباز خلال مشاركته في المولد النبوي الشريف بمحافظة القطيف، أن هذه الإساءة ليست إساءة لشخص الرسول الكريم فقط بل لملة سماوية وملة الإسلام كما أنها إساءة لأكثر من ملياري مسلم في العالم وبالتالي تكون الإساءة إلى هذا العدد من محبي ومعتنقي الإسلام، مبينًا أن المسلمين بادروا لنصرة النبي صلى الله عليه وآله انطلاقاً من الآية الكريمة {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

وتطرق للمنهج القويم لنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله، معتمداً على عدة ركائز، ومن بينها الدعوة إلى الخير، مشيرًا إلى أن المسلمين حتى الآن متخلفون في مجال الدعوة للخير وذلك لضعف اللغة الجذابة واستعمال لغة العالم والثقافة التي يتعاطى بها العالم.

وأشار إلى الركيزة الثانية، وهي تنقيح التراث، مبيناً أن المسلمين متى ما أرادوا أن ينصروا رسول الله صلى الله عليه وآله فلا بد من تنقيح التراث الذي أساء لرسول الله صلى الله عليه وآله، مبيناً أن تنقيح التراث بميزانين مستخلصين من القرآن الكريم هما: العقل، والعرض على الكتاب.

وتعرض لتصوير القرآن للرسول صلى الله عليه وآله، حيث لم يصف الرسول بأوصاف غيبية وملكوتية كما وصف النبي عيسى بن مريم عليه السلام، بل كان وصف النبي الأعظم بأوصاف عقلائية إنسانية وجعل له ثلاثة أوصاف تبين معالم الرسول صلى الله عليه وآله: الأول: أنه رحمة للعالمين (ليس دموياً ولا معتدياً متجبراً أو دكتاتوراً)، والثاني أنه ذو خلق عظيم، والثالث أنه الصادق، فلا ينطق عن الهوى.

وأكد أنه متى ما أراد المسلمون أن يُعرفوا العالم بالرسول صلى الله عليه وآله فعليهم أن يذكروا أنه رحمة للعالمين وذو خلق كما أنه الصادق، مبينًا أنه من هنا لا بد أن نعرض التراث على هذه الصور القرآنية، والتي تشوه الرسول وتصفه بأنه دموي أو شهواني متعلق بالنساء أو دكتاتور؛ فلا بد من طرحها ورفضها، ويقتصر على ما طرحه وتطابق مع منطق القرآن الكريم.

وأوضح أن الركيزة الثالثة هي المنهج القيمي، مشيرًا إلى أن أكبر دولة من حيث تعداد السكان هي إندونيسيا، متسائلًا؛ هل وصل الإسلام إليها بالسيف وكذلك ماليزيا وإفريقيا، مجيبًا: “لا بل بأخلاق مرتاديها وباتباعهم لهدي رسول الله صلى الله عليه وآله، وهي أكبر وسيلة لنشر الإسلام عن طريق دعوة الناس له بأخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وآله كما أنها خير وسيلة لجذبهم للإسلام.

وحملت الركيزة الرابعة عنوان “اللغة الإنسانية”، حيث بين فيها أن الذين أساءوا للرسول سواء في فرنسا أو غيرها استخدموا لغةً بشعة شيطانية، لذا على المسلمين أن يقابلوهم بلغة إنسانية فنحن لسنا عاجزين عن إن نلجأ للعنف، فاستعمال لغة الشدة والعنف ربما تسيء لرسول الله ولقيمه ومبادئه، فلنتعلم من حادثة الطائف وكيف قابلهم النبي بالدعاء لهم بالهداية وكذا عندما فتح مكة عندما قال لهم “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

وجاءت الركيزة الخامسة تحت عنوان “وحدة الكلمة”، مشدداً فيها على ضرورة توحيد الكلمة بقوله: “ما أحوجنا كمسلمين في هذه الظروف إلى وحدة الكلمة وتكريس مبدأ الوحدة عبر مبادئ القرآن التي طرحها عن الوحدة وقد استشهد بجملة من الآيات”.

وأشار إلى أن المسلمين سنّة وشيعة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بل في أغلب البلدان يعيشون رغم الاختلاف أواصر الأخوة الإسلامية والوطنية الحميمة ومنذ قرون، وقال: “لذا لا بد أن نحمل الوعي نحو مبدأ الوحدة، وبهذا لن نسمح لكلمة تؤجج نار الفتنة الطائفية، فكلنا نعمل بمبدأ التعاون وتنسيق الجهود وبناء الأوطان، فعلى المسلمين تكريس الجهود في رد أي إساءة لرسول الله صلى الله عليه وآله عبر المنطق العلمي والاستدلالي”.

وفي الركيزة السادسة التي حملت عنوان “تقنين حرية التعبير”، ذكر أن من أساء للرسول تذرّع بحرية التعبير؛ مؤكدًا أنها ذريعة مرفوضة لأن المواثيق الدولية والعقلانية ترفض الحريات التي تزدري رموز الآخر أو دينهم وبالتالي تثير نعرة عنصرية وطائفية أو قومية، ملفتًا إلى أن حرية التعبير مكفولة في إطار احترام الآخر ومقدساته ورموزه، فلغة الاحترام هي التي يجب أن تهيمن على حق التعبير.



error: المحتوي محمي