فرصة الزواج.. في هذه الظروف

أتعرض هنا لموضوع حاضر عند المعنيين به وغائب عنهم “الزواج وقت الجائحة التي نحن فيها”.. لا ريب أن وضعنا كان صعباً والحالي أصعب مادياً عند غير المقبلين على الزواج فكيف بالمتطلعين إليه؟ من المؤكد أنه أكثر صعوبة. لذا لابد للشباب والشابات والآباء والأمهات أن يتدارسوا ما نحن فيه ويستفيدوا منه قبل أن يأتي ما هو أصعب فلا يمكن فعل شيء. فنحن قد فقدنا الكثير عند تعرضنا لهذا الوباء من الصحة والأرواح والمال لنعوض ما بمقدورنا أن نعوضه ومنه تسهيلات الزواج. ولعل الاحترازات وما يصدر عن المسؤولين من أوامر وتوجيهات صحية علمتنا درساً ملموساً فقد تسببت في تقليل الكثير من مصاريف المناسبات -شئنا أم أبينا- وأبرزها وأهمها على الإطلاق الزواجات وهذا عند الجميع.

من هنا أدعو الشباب أن يغتنموا هذه الفرصة الذهبية ويلملموا ما أمكن من صِداق وسكن ويقدِموا على الزواج وعلى الشابات أن يخضعن للأمر الواقع ويرضين بالقليل ليخففن عبء الإنفاق عن آبائهن ويقبلن بمن يتقدم لهن إن كان مرضياً خلقاً وديناً ويتغاضين عن التبعات من شبكة وثياب باهظة الثمن وتزيين مكلف وحفلات وشروط أخرى “أنتِ جوهرة ثمينة فلا تتحولي إلى سلعة لمن يدفع أكثر وربما لا تجدينه، وإن وُجد لا ينفع على المدى الطويل” ولن تُلام أو تُنتقص عند صديقاتها وقريباتها من كان زواجها متواضعاً لأن الجميع متفهم الحالة وقد بدأوا بالفعل يتعودون على المستجدات “ماذا عاب من تزوجن في الثمانية أشهر الماضية”؟ لو حكّمنا عقولنا وراجعنا حساباتنا لوجدنا التكلفة الحالية لا تزيد على الثلث أو أقل عما قبل الجائحة “ورب ضارة نافعة” فلا تفوتنا وبعدها لا يفيدنا الندم.

منذ يومين وصلتني رسالة من صديق عزيز جداً عندي وهو “محمد أحمد الخاطر أبا جعفر” يخبرني عن زواج ولده ويعتذر عن عدم قبول دعوتي لأنه تم الاتفاق على أن يكون حفل الزواج مقتصراً على عائلتي العروسين فقط. فرحبتُ بفكرته وأشدتُ بها وباركتُ له وشكرته على صنيعه هذا. لأنه بهذه الطريقة حمى المجتمع من انتشار الوباء وخفف كثيراً من مصاريف باهظة وفتح طريقاً أن يحذو الآخرون حذوه ومثله الكثير. أيضاً على الآباء والأمهات تشجيع بناتهم على القبول وإعانتهن من أموالهم إن أمكن. فإذا تعاون الجميع، وهو ممكن وسهل التطبيق إن طابت الأنفس، سيتزوج الكثير من أبناء المجتمع المعوزين وتقل نسبة العنوسة؛ لأن تقليل المصاريف يصب في مصلحة الطرفين على حد سواء. وإن فات يسر اليوم ففي عسر الغد أفوت. أقدموا يا فتية واقبلن يا فتيات.



error: المحتوي محمي