ليقرأ المسيحيون والمسلمون رسالة ملك الحبشة النصراني

• كم هي هشة ديمقراطية لا تحمي القيم وحرية انتقائية.
• غيبوا رحمة محمد (ص) حتى تعدى الجهلاء والمتصيدون.
• ملأوا تاريخاً إرهاباً بالقتل باسم الإسلام وخطفوا الرجال عبيداً والنساء إماءً.
• الإنسانية تنادي “يا محمد” فأعيدوه للبشرية التي تتعطش لرؤيته.

وقعت مجزرة بالمسلمين المصلين بمسجد النور نيوزيلندا (مارس 2019)، حيث قام أحد المتعصبين المسيحيين بقتل 50 مصلياً وجرح 51 آخرين، وبادرت رئيسة الوزراء “جاسيندا آردرن” بإدانة الجريمة بأشد بيان ومعالجة الموضوع في غاية الحكمة، فحضرت تشييع الجثامين وتعزيتهم، وقُدم الرجل بعد فترة للعدالة وأنهت بحكمتها فتنة ستؤدي إلى خسائر بين مواطنيها وضيوفها، في حين يمكنها تبني العدل والإنصاف بشكل مقبول لسحب أدوات الفتنة والتقاتل والعداء.

ولو أن جرم حرق القرآن بالسويد والدنمارك والصور المسيئة إلى النبي الأكرم (ص) عالجته السلطات الرسمية بحكمة، وكذلك سلطة فرنسا عالجته بوعي فأعلنوا تجريم الإساءة إلى رمز عظيم وتابعت جريمة قطع رأس المعلم بحكمة أيضاً، لاستطاعوا تثبيت قيمهم الديمقراطية التي يعملون من أجلها وأصولها من الحرية، ولما احتاج إلى استفزاز المسلمين في نبيهم العظيم ولأمكن أن يدفن الفتنة في مهدها.

أما الحديث عن قيم الحرية للعلمانية والليبرالية في ديمقراطية غربية باتت مكشوفة أمام العالم في انتقائيتها واستعبادها للطبقات الكادحة تحت نظام رأسمالي ظالم وهي تسير نحو نهايتها الحالية وإن تشكلت بصور أخرى.

قدم إلى الحبشة وفدان من أحد عشر شخصاً وتبعهم أحد وسبعون، وأرسلت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد لإعادتهم، لكن حُسن حديث جعفر بن أبي طالب أمام ملك الحبشة في بيان رسالة محمد (ص) التي لا تختلف عن رسالة عيسى (ع).

قال لهم نبي الرحمة: “إن بها ملكاً صالحاً لا يظلم ولا يظلم عنده أحد”، فكان واقعاً بأعينهم عدالته، حينما طالبهم بالمثول بحضور قواده وحكومته.

بدأ عمرو بن العاص كلامه للنجاشي قائلاً: “أيها الملك، إن قوماً خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا، وصاروا إليك فردهم إلينا”.

وطلب النجاشي جواب المسلمين فكان جعفر بن أبي طالب هو المتحدث، فبدأ بأسئلة إلى ابن العاص قائلاً: “نحن أحرار أم عبيد وهل لكم دين علينا وهل لكم دماء بأرقابنا؟”، وابن العاص يجيب عليها جميعا بـ “لا”.

ثم توجه إلى النجاشي “نعم أيها الملك خالفناهم. بعث الله فينا نبياً أمرنا بخلع الأنداد وترك الاستقسام بالأزلام، وأمرنا بالصلاة والزكاة، وحرم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حقها، والزنا والربا والميتة والدم ولحم الخنزير، وأمرنا بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ونهانا عن الفحشاء والمنكر والبغي”.

فقال النجاشي: “بهذا بعث الله عيسى”، وأمر بحسن ضيافتهم إلى أن يعودوا.


error: المحتوي محمي