طلابنا بين سندان الانقطاع ومطرقة الاختبارات!

أفرزت تلك المحنة الصعبة التي تمر بها البشرية جمعاء – والقصد هنا – حربُنا مع ذلك العدو الشرس الذي فتك بأرواح الكثيرين من بني البشر في جميع أنحاء المعمورة قاطبًة. ونحن كمجتمعٍ سعودي لا شك أننا جزءٌ من هذا العالم نُؤَثِر ونتأثر مع هكذا حدث كبير اجتاح العالم بأسره، والذي يعاني الأمرَّين من تلك الحرب مع ذلك الوباء الذي لا يرحم. ومن تداعياته عدة أمور جرت على غير رغبة جميع المجتمعات وكلها إجراءات وقائية واحترازية الهدف منها الحد من انتشار هذا المقيت والمساعدة على كبح جماحه وتباطؤ سرعته بالانتشار وتقليل الإطاحة بالآخرين ما أمكن. ومن تلك المترتبات الحاصلة والتي نعايشها ونشاهدها عن كثب: تعطيل الكثير من الضروريات التي يمارسها كل مجتمع بشكل روتيني وطبيعي ونأخذ على سبيل المثال لا الحصر تعليق عمل الكثير من الخدمات العامة والمجتمعية كتعليق الدراسة داخل المدارس وكل هذه الإجراءات تصب في المصلحة العامة لا شك أن قرار تعليقها لا يختلف أحد على صوابه بطبيعة الحال.

والتعليم عن بعد مفهوم حديث اشتهر في فترة الجائحة كبديل للتعليم التقليدي؛ إذًا نستطيع القول – بل نُجزم حقيقةً- بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين – أيده الله- متمثلة بوزارة التعليم الموقرة أقدمت على ما فيه مصلحة للوطن والمواطن من خلال إيقاف العمل بالدراسة بشكل مباشر ووضعت حلولًا كبيرة وبذلت مجهودًا مميزًا قل نظيره وبهذا كأنها تقول للمواطن: نحن جميعًا مسؤولون عن أمن الوطن. وهي رسالة ضمنية دعونا نتشارك في حماية البلاد من خلال تحمل الواجبات كلٌ فيما يخصه فالجميع يجب أن يتعاون ويتكاتف للخروج من هذه الضائقة التي ألمت بالبشرية جمعاء.

وإذا حصرنا الحديث هنا عما يتعلق بطلابنا الأعزاء وهم شريحة مهمة جدًا لبناء أي مجتمع يطمح للوصول للرفعة والتفوق ونيل شرف العزة والكرامة. لذلك وبما أنني نلت شرف الانتماء لحقل التربية والتعليم كوني معلمًا وخادمًا لبلدي ولأبنائي الطلاب؛ فرسالتي للأحبة أولياء الأمور الكرام وللأخوات الأمهات الفضليات: دعونا نتحلى بوحدة الصف والكلمة والموقف. ونستطيع تجسيدَ ذلك عبر الاهتمام بالبديل الذي أوجدته وزارة التعليم أي البث المباشر وتلقي الدروس من خلال هذا المتاح لنا جميعًا وألا نتغافل أو نتهاون وألا نبحث عن المبررات التي من شأنها أن تنال من حماسنا وعزيمتنا تجاه واجبنا الشرعي والأخلاقي ويجب أن نتذكر دائمًا أن أبناءنا وبناتنا مسؤوليتنا أمام الله – سبحانه وتعالى-؛ لذلك فإن متابعتهم وحثهم بشكل هادئ ومستمر مطلب أساسي لا شك، وأيضًا الابتعاد عن العبارات التي لا تجلب إلا الطاقة السلبية التي يتداولها الكثيرون مثل عبارة “لا توجد اختبارات” و”لا يوجد وقت”.. وغيرها من الكلمات التي لا تبعث إلا على الكسل والتقاعس عن العمل والجد والاجتهاد وهذا للأسف إن لم نتخلص منه فسيلاحقنا مستقبلًا بالخيبات والويلات ناهيك عن كونه عائقًا لمسيرة وطن، رؤيته وتطلعاته بنا كمعلين وتربويين أن نكونَ على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا وهي أمانة يجب أن نتحملها كما ينبغي ولن يتحقق هذا إلا بمساعدتكم أنتم أيها الآباء المحترمون.

ومساندة من أخواتنا وأمهاتنا الكريمات ويتجسد ذلك ببث روح التفاؤل والأمل  المشرق في نفوس أبنائنا وبناتنا والمضي قدمًا نحو القمة والازدهار لبناء وطن يزخر بالتفوق والإبداع  في جميع الميادين العلمية والثقافية والصحية وغيرها. ولن يتحقق ذلك إلا بسواعد أجيالنا من شباب وشابات فهم ثروة بلادنا الحقيقية لا شك ولنا في المجتمعات المتقدمة مثال يحتذى ولنعلم أن هذا ليس ببعيد؛ لأننا وفي مملكتنا الغالية نمتلك كل المقومات التي تجعلنا في مصاف المجتمعات المتقدمة.

فبلادنا أنجبت -ولله الحمد- الكثير من الرجال والنساء المبدعين ولدينا كذلك الكثير من العقول المقتدرة والحكمة البالغة والحماسة العالية تجاه رفعة شأن بلادنا الغالية في جميع المحافل المحلية والعالمية متى ما تحلينا بإرادة صلبة حديدية، وهمة كبيرة، والطموح المستمر، وذلك لرفع رايتنا الخضراء عالية خفاقة في سماء المجد هي- بلا ريب – من الإيمان بالمبادئ الأصيلة الراسخة  وحب الوطن. وقريبًا وبعد زوال هذه المعضلة الجسيمة – بإذن الله تعالى – سيشعر كل فرد من أفراد  مجتمعنا أنه ساهم في الذود عن حياض الوطن.

وبالتالي سيشعر بالرضا النفسي  وبعدها يتحقق شعور الاطمئنان واحترام الذات ويعم  الرخاء. وفق الله الجميع ونسأله تبارك وتعالى أن يحفظ بلادنا عزيزة مقتدرة شامخة كما نسأله جلّ في علاه أن يحفظ قيادتنا ذخرًا لوطننا المعطاء.


error: المحتوي محمي