استرجع العلامة سماحة الشيخ محسن المعلم، سيرة الشيخ المجاهد آية الله الحجة الشيخ حسن علي البدر “قدس سره”، الذي مضى على رحيله أكثر من 110 سنوات، فهو من الشخصيات الشامخة وعالم مجتهد من علماء القطيف وشخصية قيادية جريئة في الأوساط السياسية والاجتماعية، متحدثًا عبر سلسلة برامج “قل… كيف عاش؟!” مع المدرب محمد الخنيزي عن؛ من هو هذا الزعيم الذي أنار تلك الحقبة؟ وفي أي عصر عاش؟ وما هي أصوله وأنيابه ومؤلفاته؟
مولده ونشأته
ولد الشيخ “البدر” في سنة 1278 في النجف الأشرف، ونشأ وترعرع في أحضان العلم وفي كنف والده الذي يُصنف من أفاضل العلماء، ولكن لم يُملك له تعريف أو تأليف، حيث تولى تدريس ابنه مع كبار العلماء بالإضافة إلى موهبته الربانية، فالأجواء النجفية من فقه وأصول ومنطق وفلسفة وشتى العلوم والشعر صقلت من شخصيته ليكون قويًا منذ صغره، ولكن وفاة والده أجبرته على العودة إلى القطيف لتدبير أموره المادية وليكمل مسيرته العلمية عند جملة من العلماء في القطيف.
أساتذته في القطيف
درس آية الله “البدر” على يد الشيخ محمد بن نمر والشيخ علي البلادي، صاحب “أنوار البدرين”، وكذلك الشيخ عبد الله ابن الشيخ ناصر أبي السعود، وبعد أن أكمل ما بدأه في العراق من دراسة على يد بعض العلماء في القطيف، قرر العودة إلى النجف.
أساتذته في النجف
أكمل مسيرته العلمية في النجف الأشرف على يد كل من؛ آية الله العظمى الشيخ ملا كاظم الخراساني، وآية الله الشيخ محمد طه نجف، وملا هادي الطهراني، ليرتوي من المراتب العليا للعلم.
زواجه
فاجأه عمه أحمد البدر بطلبه أن يعود للقطيف ليتزوج، فعاد إلى القطيف وتزوج ابنة عمه وبقي مدة وجيزة ثم ذهب إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج وعاد من مكة للنجف مرة أخرى، لينال المرتبة العالية بين علماء النجف الكبار.
أبناؤه
أنجب “البدر” الشيخ طاهر ومعصومة من زوجته فاطمة بنت أحمد البدر، ابنة عمه، ومن زوجته الثانية ابنة الشيخ محمد الجزائري أنجب الشيخ عبد اللطيف وصادق وكاظم ونعيمة وفطم وملوك.
تلامذته
تحدث الشيخ “المعلم” عن تلاميذ آية الله “البدر” ومنهم؛ الشيخ بدر آل سنبل والشيخ علي بن حسن الخنيزي أبو عبد الكريم والشيخ علي بن حسن الجشي والشيخ العلامة منصور بن علي بن محمد بن حسين المرهون.
أخلاقه
ذكر “المعلم” أن البدر “قدس سره” كان يمتلك عاطفة جياشة وقوة في مواجهة الظلم والباطل، وكان ورعًا تقيًا، وتفرد بملكات رفعته فوق علماء عصره.
زيارته لإيران والعراق
أوضح الشيخ فرج العمران في ترجمة أحمد بن الشيخ محمد علي بن مسعود الجشي، وفي ترجمة الشيخ علي أبو الحسن، وترجمة علي الجشي، أنه في شهر ذي القعدة من عام 1316هـ، سافر أحمد الجشي لزيارة أئمة العراق وزيارة الإمام علي بن موسى الرضا “عليه السلام” بصحبة الشيخ “البدر” والسيد علي بن هاشم العوامي والشيخ علي أبو الحسن الخنيزي والشيخ علي الجشي، وبعد انتهاء عشرة محرم الحرام 1317 وهم في كربلاء المقدسة، سافروا جميعًا إلى خراسان إلا “الخنيزي” أقام في العراق لطلب المزيد من العلم في النجف الأشرف.
مؤلفاته
تناول “المعلم” مؤلفات آية الله البدر “قدس سره”، والتي أذهلت علماء عصره وأبدع فيها، حيث يُعد من أكثر العلماء القطيفيين تأليفًا، لكن بعضها لم يُنشر ومنها؛ “وسيلة المبتدئين إلى فهم عبائر المنطقيين”، و”حاشية على تهذيب المنطق وحاشية على فرائد الأصول”، و”رسالة وجيزة في مسألة أصولية”، و”رسالة في أحكام المكاسب والتجارة”، و”إحقاق الحق وإبطال الباطل”، و”رسالة وجيزة في قضاء ذوي الأعذار”.
نيل الشهادات
أشار “المعلم” إلى أن العلامة الخطي والشيخ فرج العمران “قدس سرهما” أوردا شهادات لثلاث من الأعلام تعقيبًا على رسالة البدر “قدس سره” في قضاء ذوي الأعذار، وعبد الكريم البلادي في تحقيقه الموسع وحواشيه على مصنف آية الله الشيخ علي البلادي، أضاف شهادة الإمام الحكيم لتصبح أربع شهادات وهي؛ شهادة شيخ الشريعة، وشهادة المازندراني، وشهادة أسد الله، وشهادة الحكيم.
شعره ورثاؤه
كان معظم إنتاجه الأدبي في مدح أهل البيت ورثاء للإمام الحسين وأبي الفضل العباس “عليهما السلام”، كما مدح التتن الأصفهاني في قصيدة من قصائده قال فيها:
ألـذ التتـن تـتـن الأصفهـانـي فليـس لـه مـن الأتتـان ثانـي
وزان الـزعـفـران لأن فـيــه من الألوان لون الأصفهانـي
ولو علمت به الولدان عافت جنان الخلد في طلب الدخـان
وفاته
قال الشيخ “المعلم” إنه أبان الاختلاف البريطاني للعراق وعندما كان البدر “قدس سره” من قادة ثورة العشرين قائمًا يخطب في الناس بالكاظمية، وافته المنية سنة 1334، وكان عمره يقارب 59 عامًا، فدفن جوار الكاظمين “عليهما السلام” في الرواق الشرقي متصلًا بقبر العلامة المفيد.