آل إبراهيم: اعقدوا ميثاقًا زوجيًا.. لحياة أكثر استقرًارًا وأقل خلافات

أكد الشيخ صالح آل إبراهيم أهمية وجود ميثاق زوجي يحفظ الحياة الزوجية لتكون مستقرة وسعيدة، فقد وصفه القرآن الكريم بـ”الميثاق الغليظ”، مشيرًا إلى أن الخطوة الأولى هي أن يتفق الزوجان على القاعدة الأساسية في تعاملاتهما بمختلف القضايا والأمور، وأهم الأسس والقواعد التي تنظم الحياة الزوجية.

وقال “آل إبراهيم” إن وضع نموذج “الميثاق الزوجي” يجعل حياة الزوجين أكثر سهولة، فمراعاة حسنُ معاملة الزوجين لبعضهما وأداء حقوقهما من تعظيم حدود الله سبحانه، وتعظيم حرماته، ويؤسس قاعدة راسخة للاستقرار الأُسريِّ، تحلُّ بسببها السَّكينة والرَّحمة والمودَّة بين الزَّوجين، مؤكدًا ضرورة وجود قواعد للنظام والإنفاق وإدارة ميزانية الأسرة.

وأضاف أن العلاقة الزوجية لا تخلو من الخلافات، لكن الأهم كيف يحتوى هذا الخلاف ويُحل، لذا معرفة قواعد التعاون مع الخلاف أمر مهم لتنظيم وتيسير الحياة الزوجية، وكذلك معرفة قواعد العلاقة مع الأهل ومراعاة الزواج والمحافظة عليه وعدم القيام بأي شيء يهدده والتعامل بالإحسان والمعروف.

وذكر أنه على الزوجين أن يحافظا على كرامة واحترام الطرف الآخر، ويتحملا مسؤولياتهما تجاه الآخر، وتقديم مصلحة الأسرة على المصالح الشخصية، وجعل الدين مرجعًا لهما في مختلف الأمور الحياتية، وتجنب إقحام الأبناء في المشاكل الزوجية.

وبين أن الميثاق الزوجي يُساهم في تقليل الخلافات، ويساعد على إحساس الزوجين بمسؤولية كل منهما تجاه الآخر، وفهم ما هو متوقع ومنتظر، والعمل بروح الفريق الواحد ليكون بناء البيت الزوجي متجانسًا ومنتظمًا.

وتناول “آل إبراهيم” الفوائد التي تنتج من خلال إعداد هذا الاتفاق، فالعلاقة الزوجية ليست محصورة في الحقوق والواجبات، إنما أيضًا الفضل والإحسان والمستحبات والآداب، موضحًا حقوق الزوج الأساسية من المساكنة والمعاشرة بالمعروف وحق الطاعة.

وتطرق بالحديث إلى حقوق الزوجة والتي تتضمن؛ تأمين النفقة لها من قبل الزوج إن كانت عينًا، أو يعطيها قيمة هذه الأشياء من مأكل ومشرب وملبس وجميع الاحتياجات، والمعاشرة بالمعروف.

وحذر من التهاون أو التقصير في الحقوق والواجبات، مشددًا على أن عدم الالتزام بالميثاق الزوجي يوقع الزوجين في المشاكل والخلافات وعدم القدرة على إدارتها، منوهًا إلى أن المحصلة الأخيرة من الالتزام بهذا الميثاق هي السعادة والاستقرار الزوجي.

وتحدث عن الآثار الإيجابية على الحياة الزوجية عندما يكون أساس التعامل مبنيًا على “الميثاق الزوجي” ومنها؛ إزالة الخلافات التي قد تحدث، وإرساء أسس العدالة، والاستقرار العاطفي، وتقوية العلاقة الزوجية بعدم التقصير والأمن والطمأنينة.

واختتم “آل إبراهيم” اللقاء مستدلًا ببعض الروايات الواردة التي تدعو إلى حقوق المرأة وعدم إضاعة الحقوق والتفريط بها حتى لا يصل الزوجان إلى مرحلة “الشقاء الزوجي”.

جاء ذلك خلال الأمسية التي نظمتها اللجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية متمثلة في برنامج “إيلاف”، بعنوان “ميثاقنا الزوجي”، مساء يوم الأربعاء 28 أكتوبر 2020 م، عبر منصة “إنستجرام” اللجنة الصحية بتاروت.


error: المحتوي محمي