من سنابس.. بعد تلمسها احتياجهم لمترجم في المشافي.. «همة» آل مغيزل وفريقها تخاطب الصم بلغتهم

قادها عملها في المشافي سابقًا إلى تلمس احتياجات فئة الصم، بعد أن كانت ترى مدى حاجتهم لوجود مترجم للغة الإشارة في بعض الأماكن العامة أو الخدمية في المجتمع.

ولم تكن مريم آل مغيزل هي وفريقها أبدًا مجرد ردة فعل، بل كانوا هم المبادرين، حيث أطلقوا فكرة فريق “همة” التطوعي، والذي يضم مجموعة من الشباب أصحاب صناعة المحتوى في التواصل الاجتماعي.

وجمع الشغف بلغة الإشارة أعضاء الفريق فجعلوا توعية المجتمع بضرورة تعلم تلك اللغة هدفًا لهم.

وتبنى الفريق برامج وأنشطة لتدريب فئة الصم وتنمية مهاراتهم، ففي نشاطهم الأخير تحدثوا عن مفهوم لغة الإشارة، وأساسياتها وأبجدياتها، واستعراض بعض الكلمات بلغة الإشارة والأرقام والألوان، والذي اختتم مع تطبيق عملي بحضور عدد من فئة الصم لتفعيل النشاط الحواري مع المشاركين، إذ استهدفت الورشة المهتمين والمختصين في مجال الإعاقة لتطوير مهاراتهم في التعامل مع أصحاب ذوي الإعاقة السمعية، ويتكون من 11 عضوًا، أبرزهم المترجمان سجاد الحلال، ورحمة آل ربيعة.

من سنابس، تقول مدير الفريق مريم آل مغيزل، إن أول نشاط لهم كان ورشة إسعافات أولية مع المدرب والمسعف فاضل الباشا، وورشة رسم كانت هي قائمة عليها، والرسم الحر مع مليكة المؤمن، وهذه الفعالية كانت في اليوم الوطني والتي كانت تصادف أيضًا يوم لغة الإشارة العالمي، أما الفعالية الثانية فكانت تكريم فئة الصم الذين شاركوهم بفعالية اليوم الوطني مع الفنان علي السبع، والثالثة هي الورشة التفاعلية التثقيفية للغة الإشارة.

وتأتي أنشطة فريق همة التطوعي لجميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، وأما في الورش فهي لكل فئات المجتمع، من صغير وكبير، ومن جميع الأعمار، ووصفت “آل مغيزل” تفاعل المشاركين بالمفاجئ لهم، موضحة: “عدد كبير من فئة الصم اكتشفوا مقدرتهم على الرسم بعد انتهاء الورشة”.

وتضيف: “كفريق مهتم بتقديم الأفضل لذوي الإعاقة، نحاول خوض التجربة للأنشطة الإبداعية، وتقديم الورش التدريبية لذوي الهمم مثل الرسم، والتصوير، والتصميم، والخط، ومساعدتهم بتطوير مهاراتهم الكامنة من خلال تقديم المساعدة والنصح والتدريب، وتنظيم رحلات ترفيهية وتثقيفية، وإقامة دورات من قبل مختصين مثل دورة الإسعافات الأولية”.

ودعت المجتمع أجمع لتعلم لغة الإشارة ليسهل التواصل معهم، مبينة: “أحد الأسباب الشخصية بالنسبة لي كمدير فريق، أنني حين كنت أعمل كموظفة في المشافي سابقًا، كنت أرى المواقف التي يتعرض لها فئة الصم، حيث لا يوجد أحد يفهم احتياجاتهم، ومن الضروري جدًا معرفة جميع فئات المجتمع، للغة الإشارة لتسهيل حياتهم المعيشية”.

ولم يخلُ مشوارهم الاجتماعي من معوقات، خاصة أنهم غير تابعين لجهة معينة حتى الآن، ولكنهم استطاعوا بروح الفريق وبعض الشخصيات الفاعلة اجتماعيًا التخلص من جميع المعوقات.

وأعربت “آل مغيزل” عن أملها أن تنظر وزارة التعليم في تدريس لغة الإشارة ضمن المناهج الدراسية، موضحةً أنه سيخفف المعوقات التي واجهتها فئة الصم في المستقبل، وتابعت: “ذلك واضح من نتائج الورشة، إذ رأينا تقدم المشاركين في آخر يوم من الورشة حين تم تفعيل النشاط الحواري مع فئة الصم، حيث لم يحتاجوا لوجود مترجمين معهم، فنحن كفريق يهتم بتقديم الأفضل لذوي الهمم لابد أن ننشر رسالة فئة الصم للمجتمع بأنهم يتمنون من المجتمع أجمع تعلم لغة الإشارة، ليسهل التواصل بينهم”.

يشار إلى أن فريق “همة” التطوعي الذي تأسس في شهر أغسطس 2020، اختتم يوم الجمعة ورشة “لنتواصل معهم” لتعليم أساسيات لغة الإشارة، التي امتدت لثلاث ليالي بحضور 30 مشاركًا من مختلف أنحاء المحافظة، وانتهت بتكريم المشاركين من قبل جعفر الشايب مشرف منتدى الثلاثاء الثقافي.


error: المحتوي محمي