الصديق

في الحديثِ عن الإمامِ عليٍّ (ع): “ربّ أخٍ لكَ لم تلده أمك”. من هو هذا الأخ؟؟ هذا الأخ هو الصديق.

ولكن من هو الصديق؟ ولم أُطلقَ عليه الإمامُ (ع) لفظَ أخٍ؟ هل الصديقُ من يمشي معي؟ من يجالسني؟ من يكون معي في مكانِ عملي، أو مكانِ دراستي؟ هل الصديقُ من يسايرني؟ أو من يوافقني في رأيي حتى وإن كان خطأً؟؟؟ وهل كلُ شخصٍ أصاحبه هو صديقي؟ بالطبع لا.

الصديقُ هو الصاحبُ والزميلُ والرفيقُ فهو يجمعُ بين هذه المسميات جميعها، الصديقُ هو من يساندني في محنتي، من يفهمني، ويتحملني، ويتقبلني كما أنا، بحسناتي وسيئاتي، من يحترمني، ويثق فيّ، من ينصحني إذا أخطأت (الدين النصيحة)، من يتغاضى عن هفواتي، من يسأل عني إذا غبت، من يقف بجانبي في شدتي ورخائي، من يحب لي ما يحبه لنفسه، من لا يتكلم عليّ في غيابي إلا بالخير، لذلك سمي الصديق أخاً.

الصديق الحقيقي ليس بالضرورة أن يكون ملازماً لي في كل خطوةٍ أخطوها، قد يكون بعيداً عني في المكان ولكنه قريباً مني في القلب، كما أنه ليس ضرورياً أن يكون هو الصديق الوحيد لي، لأن الصداقة ليست تملكاً أو حكراً عليّ دون غيري، الصداقة ليست بكثرة عدد من حولي.

قد يكون صديقاً واحداً أفضل من ألف صديق، وكما يقول المثل: “صديقك حين تستغني كثير، ومالك عند فقرك من صديق”.

الصداقة ليست في قرب المسافة أو بعدها، إن اقترب مني فهو صديقي، وإن ابتعد لظرفٍ ما ليس بصديق، ولابد أن تُبنى الصداقة على التفاهم والاحترام، لذا يجب علينا المحافظة على أصدقائنا وعدم التفريط فيهم أو الاستغناء عنهم، أو استبدالهم بين فترةٍ وأخرى، وأن لا ننزعج من وجودهم في حياتنا، بل يجب التشبث بهم وعدم تركهم، (فجميلٌ أن تبدأ الصداقة بابتسامة والأجمل مِنها أن تنتهي بابتسامة).


error: المحتوي محمي