من صفوى.. عجاج: هذه آداب التعامل مع الكفيف.. وتمكينه اجتماعيًا مسؤولية الجميع

قادت قصص سردتها باحثة الدكتوراه في الدمج الاجتماعي لذوي الإعاقة البصرية رقية عجاج، إلى الحديث عن تمكين الكفيف اجتماعيًا، وذلك ضمن سلسلة محاضرات توعوية قدمتها اللجنة الصحية بصفوى بالتعاون مع لجنة صحة العين ومكافحة العمى بوزارة الصحة، يوم السبت 24 أكتوبر 2020م، عبر منصة “زووم” الافتراضية.

وحكت “عجاج” قصة واقعية لشاب كفيف، يدعى محمد، كان يتوجه يوميًا إلى المسجد لأداء الصلاة في جميع أوقاتها، إلا أنه كان يتعرض للتنمر اللفظي والجسدي، وشعر بالضيق الشديد والإحراج إلى أن قرر الذهاب إلى مسجد ولوم نفسه لو لزم بيته وصلى كان أفضل.

واستشهدت أيضًا بموقف تعرضت له شخصيًا، يبين كيف أن الكثير يجهل كيفية التعامل مع الكفيف أو معرفة قدراته وما يتميز به، وأوضحت أنها عندما كانت في مقابلة تليفزيونية مع إحدى الإعلاميات، وأثناء الحوار أخذت “عجاج” قارورة الماء وسكبته في الكأس، وفوجئت بالمذيعة تسألها بتعجب: “هل تُجيدين فعل ذلك لوحدك؟!”.

وأكدت “عجاج” أن الدمج الاجتماعي نهج لضمان حصول جميع الأشخاص بمن فيهم ذوو الإعاقة على نفس الفرص والخدمات التي يحصل عليها بقية أفراد المجتمع، ليصبح المجتمع داعمًا ومتعاونًا، مشيرة إلى أن للدمج قواعد وشروطًا علمية وتربوية لابد أن تتوافر قبل وأثناء وبعد تطبيقه.

وأوضحت أنه عندما تكون حدة البصر 70/20 أو أقل ولا يمكن تصحيحها بالنظارات أو العدسات اللاصقة يصبح هذا الشخص ممن يُعاني ضعف البصر الشديد، بينما في حالات الكف الوظيفي فيتأثر الروتين اليومي بعدم القدرة على القيام بالمهام التي تتطلب النظر دون استخدام التكنولوجيا المساعدة، مشيرةً إلى الكف القانوني الذي يكون فيه مستوى الرؤية 200/20 أو أقل على الرغم من التصحيح، حيث إن ضعف النظر يكون شديدًا جدًا.

وبينت “عجاج” أن الدراسات تُشير لوجود علاقة طردية بين العزلة الاجتماعية والرغبة في الانتحار أو القيام بجريمة، لافتةً إلى أن الشعور بالوحدة والعزلة لهما تأثير سلبي على الصحة البدنية والعقلية للفرد.

وشددت على أن التمكين مسؤولية الجميع لرفع ثقافة المجتمع حول قضايا المكفوفين ورفع مستوى الوعي بأهمية الدمج الاجتماعي، إضافةً لتزويد المجتمع بأدوات تُساهم في تمكين ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع، مشيرةً إلى بعض المواقف اليومية التي يتعرض لها المكفوفون.

وتحدثت عن النموذج الصحي والسلوكي والاجتماعي وكذلك الطبي، موضحةً الإجراءات على المستوى الفردي والنظام من مهام يومية وقيادة وتهيئة الأماكن والتخطيط.

وبيّنت ضرورة تهيئة الأماكن لذوي الإعاقة البصرية لتمكين الكفيف من التعرف على المكان ومساراته، وتوفير وسائل المساعدة الممكنة من توفير موجه التوقيع ومطبوعات بطريقة برايل ومرشد مبصر، وكذلك وجود شخص متخصص لشرح المرئيات.

وتطرقت “عجاج” بالحديث عن الآداب العامة عند التعامل مع المكفوفين ومنها؛ سؤال الشخص الكفيف إن كان يرغب بالمساعدة قبل تقديمها له، وأخذ الموافقة باللمس وعدم فعل أي شيء يستطيع الكفيف القيام به، مشيرةً إلى أن السياق الإسلامي يتوافق بشكل كبير مع النموذج الاجتماعي، حيث يجب على المجتمع أن يتكيف مع مساعدة الأشخاص المحتاجين إلى رعاية ودمجهم في المجتمع.

واختتمت “عجاج” اللقاء قائلةً: “يجب أن يكون كل فرد من أبناء مجتمعنا محفزًا لفكرة الدمج والتمكين في مكان العمل والتصرف مثل خبير في مجال تمكين ذوي الإعاقة عند تقديم الأفكار والاستشارات”.


error: المحتوي محمي