أيامٌ ثقال مرت على منسوبي جمعية تاروت الخيرية بفقد ثلاثة من خيرة أبنائها المميزين في فترات متقاربة جدًا، وخيّم الحزن على أرجاء الجمعية التي اعتادت حضورهم وفاعليتهم.
وبمشاعر يملؤها الحزن وألم الفقد نعى أبناء جزيرة تاروت إلى جانب منسوبي الجمعية موظف الاستقبال حسين اليعقوب والباحثة الاجتماعية سوسن آل مطر وعضو الهيئة الاستشارية الحاج علي الصفار، كما نعاهم الأهل والأصدقاء والمحبون، رحمهم الله برحمته الواسعة.
١- حسين اليعقوب
“بشاشته وابتسامته تستقبل الجميع”. هكذا وصف زملاء الفقيد حسين اليعقوب الذي كان موظفًا للاستقبال في جمعية تاروت الخيرية، مثنين على أمانته وتعاونه وحبه وجديته لعمله، وقال هلال الفردان العضو السابق في الجمعية: رحم الله الفقيد السعيد، كان خفيف الظل لطيف المعاملة سريع العفو حسن الخلق أنيس الصحبة.
أما رئيس مجلس إدارة جمعية تاروت الخيرية محمد الصغير فقد قال عن المرحوم حسين اليعقوب: “إنه مثال يُقتدى به في الأمانة والصدق وحسن الخلق، كان يتعامل مع الجميع بكل رحابة صدر وابتسامته تسبق كلامه”، مضيفًا: “حسين أبكانا جميعًا بفقده وعزاؤنا إنا لله وإنا إليه راجعون”.
ونعى الناشط الاجتماعي وليد سليس الفقيد اليعقوب عبر صفحته في الفيس بوك بالقول: “لقد ترك بصمة في عمله الخيري، مثنيًا على مسارعته في خدمة الآخرين ببشاشة وصبر سائلًا المولى أن يمن عليه بالجنة ونعيمها.
٢- سوسن آل مطر
“سوسنة العطاء”.. لقب أطلقته المنسقة الإدارية زينب المرحوم على زميلتها الراحلة الباحثة الاجتماعية في لجنة التكافل الاجتماعي سوسن آل مطر نظير ما قدمته من مسيرة عطرة حافلة بالعطاء والصبر والتفاني والاحتساب وأدت دورها منذ التحاقها بالعمل الخيري على أتم وجه رغم ثقل المسؤولية والأمانة.
“كانت مؤمنة مليئة بالحياة والتفاؤل رغم المعاناة.. هكذا بدأ الناشط الاجتماعي هاني المعاتيق حديثه عن سوسن وبهذه الكلمات المؤثرة نعى رحيلها المصادف شهر الحج وفي يوم عرفة وهي من اعتادت حضور هذه المناسبة وخدمة الحجاج، واختتم: ”لقد أوجعنا رحيلك أيتها الفاضلة وزرع في قلوب محبيك ألمًا يصعب نسيانه”.
وبفيض من المشاعر قالت نبيلة علي المنسقة الإعلامية بروضة الطفل السعيد بتاروت في زميلتها المرحومة سوسن “بين مسرح الأطفال ومسرح الحياة سوسن ملأت الدنيا بالضحكات والبسمات” مستحضرة بذلك المواقف الجميلة التي جمعتهما في أعمالهما المسرحية لأطفال الروضة، ثم استعرضت بطولة الفقيدة على مسرح الحياة حيث قالت: “تعاملت سوسن مع الدنيا وكأنها مسرح وهي البطلة فاستطاعت بقوتها وصبرها أن تطوّع الظروف إليها فكانت لها صاغرة”.
٣- علي الصفار
بقلوب اعتصرها الألم تلقت إدارة جمعية تاروت الخيرية خبر وفاة علي الصفار العضو في المجلس الاستشاري وقال محمد الصفار نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية: “كان الفقيد صاحب مشورة صادقة امتاز بالحكمة وبعد النظر وفقده خلّف ألمًا وحسرة في قلوب الجميع، مستحضرًا أعماله الخيرية ومساهماته في مشاريع الجمعية وسؤاله الدائم عن المحتاجين”، واختتم حديثه بحزن مخاطبا إياه: “أخي المرحوم أبو حسين قد استعجلت الرحيل ومازال المجتمع في حاجتك رحمك الله رحمة الأبرار”.
ووصف رئيس تحرير مجلة العطاء محمد الشيوخ مسيرة الراحل الحافلة بالعطاء والإنجاز في مقالة نشرت بمجلة العطاء بعنوان “المرحوم الصفار مسيرة بذل وعطاء“، قائلا: “إنه من خيرة رجالات تاروت وكفاءاتها، مؤكدًا أن الفقيد ترك أثرًا طيبًا في حياته سيظل صداه لأمد طويل بعد ارتحاله إلى جوار ربه”.
“كان مثالاً للحب فملك قلوب الجميع”.. بهذه الكلمات نعى الكاتب عبد الرزاق الكوي صديقه الراحل علي الصفار، وأضاف: “كم كان كبيرًا بأخلاقه وتواضعه وحكمته، سنفتقده كثيرًا في مناسباتنا الاجتماعية وهو من كان حريصًا على المشاركة في الأحزان والأفراح”.
“أخي وصديقي ستبقى في القلوب“.. كلمات خطها الكاتب أحمد الخرمدي في رثاء صديقه الراحل، مضيفًا: “قلوبنا اليوم تنعى فراقك أخي أبا حسين فقدناك بعد أن فاضت روحك الطاهرة في أيام الحج الأعظم مع التكبير والتلبية فلبت روحك النداء، وسيبقى لك رفع الأكف بالدعاء بالرحمة والمغفرة والرضوان”.
